فهم وَخير وعقل وانتفع بتربية خَاله الشَّيْخ أبي سعد الْهَاشِمِي، وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة.
أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن أَحْمد بن عمر الشهَاب بن السراج الشرجي ثمَّ الزبيدِيّ
الْحَنَفِيّ الْآتِي، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل كثيرا وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا كَانَ أَبوهُ ودرس بالصالحية بزبيد، اجْتمعت بِهِ وَسمع عَليّ شَيْئا من الحَدِيث وَسمعت من فَوَائده. مَاتَ بحرض فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة عَن أَرْبَعِينَ سنة انْتهى، وَذكره الخزرجي فِي تَارِيخه فِي تَرْجَمَة وَالِده وَقَالَ أَنه أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وتفنن فِي الْفِقْه والنحو والآداب ودأب وَحصل كثيرا وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط وَالنَّقْل عَارِفًا ذكيا ناسكا تقيا حَافِظًا مرضيا سَاد فِي زمن الشَّبَاب.
أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن عَليّ الشريف الشهَاب بن الْكَمَال المحرنق. / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن عميرَة بِالْفَتْح بن مُوسَى بن صَالح الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن السراج الْقرشِي المَخْزُومِي اليبناوي بِضَم التَّحْتَانِيَّة وَسُكُون الموحة بعْدهَا نون ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل صالحية دمشق والآتي أَبوهُ وَابْن أخي االشهاب أَحْمد بن مُوسَى الْمَذْكُور فِي المكيين للفاسي / وَأَنه توفّي سنة تسعين وَسَبْعمائة. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عشري ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة نَشأ بهَا فحفظ أربعي النَّوَوِيّ والشاطبية ومختصر الْخرقِيّ والعمدة فِي الْفِقْه أَيْضا للشَّيْخ موفق الدّين والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وعرضهما على جمَاعَة من أهل مَكَّة والقادمين إِلَيْهَا، وَسمع على الزين المراغي وَطَائِفَة، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد، وارتحل إِلَى دمشق بعد الثَّلَاثِينَ فقطنها مَعَ تردده فِي بعض السنين إِلَى مَكَّة وَطلب بِنَفسِهِ وَسمع بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وحلب وَغَيرهَا ورافق ابْن فَهد وَابْن زُرَيْق والخيضري وَغَيرهم وَقَرَأَ وَكتب الطباق وتميز ولازم الْأُسْتَاذ أَبَا شعر وتفقه وَأثْنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْمُحدث وَأَنه سريع الْقِرَاءَة صحيحها وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحدث الْفَاضِل وَسنَن ابْن مَاجَه ومشيخة الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغير ذَلِك، وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ ابْن نَاصِر الدّين وَشَيخنَا وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنْهُمَا أَيْضا وَقَرَأَ على ابْن الطَّحَّان سيرة ابْن هِشَام، وَوَصفه المرداوي بالمحدث والمتقن. وَقَالَ غَيره أَنه نظم الشّعْر وَحدث بِشَيْء من شعره، وَقَالَ ابْن فَهد: وَكَانَ خيرا دينا سَاكِنا منجمعا. مَاتَ فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِدِمَشْق