اسْتِقْرَار الْأَشْرَف وصودر على أَمْوَال كَثِيرَة تفوق الْوَصْف وأهين مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ انصلح أمره مَعَ السُّلْطَان بِحَيْثُ أَنه أمده فِي ختان بنيه بِبَعْض مَا أَخذ مِنْهُ وَكَانَ مهما حافلا وأسعفه بِمَا يرتفق بِهِ فِي عمَارَة بَيت جده المجاور لمدرسته بل عزل الشَّافِعِي والمالكي لتوقفهما فِي ثُبُوت الْتِزَام من بَعضهم لَهُ فِي تِلْكَ الْأَيَّام كَمَا شرحته فِي الْحَوَادِث وكل هَذَا بِحسن نِيَّته وكرم أَصله وبنيته وَلذَا تزايد إقبال السُّلْطَان عَلَيْهِ بِحَيْثُ صَار يتَكَلَّم مَعَه فِي كثير من المآرب فتقضي وَشرع فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِي تَكْمِلَة عِمَارَته تجاه مدرسة جده لتَكون سكنا لوَلَده مُحَمَّد عِنْد اتِّصَاله بابنة الْأَمِير لاشين أَمِير مجْلِس كَانَ فِي بَيت هائل بالأزبكية وَصَارَ بَابه محط رحال المستغيثين من القاطنين والوافدين ثمَّ انجمع عَن ذَلِك بعد تلافيه لما كَانَ قرر مَعَ الْملك فِي شَأْنه بِحَيْثُ تكلّف شَيْئا كثيرا وَاسْتمرّ على وجاهته ثمَّ جاور بِمَكَّة واستبدل الْمدرسَة المجاهدية ثمَّ قائمه عَظِيم وَهدم مَا تحتهَا من الدكك فِي الْمَسْجِد وبرز فِي الشَّارِع الْأَعْظَم بروزا فَاحِشا، وارتحل إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة سنة ثَمَان وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي ابْن النّحاس فِي ذِي الْحجَّة وَدفن بقبة سيدنَا الْحسن وَالْعَبَّاس وَالله يجازيه على أَفعاله.
أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن يُوسُف وَيعرف بِابْن الغزولي. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ قريب التسعين.
أَحْمد بن عبد الرَّزَّاق بن سُلَيْمَان بن أبي الْكَرم بن سُلَيْمَان الشهَاب الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن أبي الْكَرم. / مُتَوَلِّي ديوَان الناصري مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن منجك كأبيه كَانَ مثريا معدودا فِي رُؤَسَاء دمشق مَذْكُورا بِحسن الْمُبَاشرَة وبخير وبر وَهُوَ الَّذِي زَاد فِي مدرسة أبي عمر بصالحية دمشق من جِهَة الْمشرق ووقف على ذَلِك وَقفا، مَاتَ فِي ثامن عشر رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين وَدفن بالروضة من صالحية دمشق.
أَحْمد بن بعد الرَّزَّاق بن عُثْمَان الشهَاب القاهري التَّاجِر الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن النّحاس / حِرْفَة أَبِيه الْمُنْتَقل عَنْهَا إِلَى التِّجَارَة الْمُقْتَدِي صَاحب التَّرْجَمَة بِأَبِيهِ فِيهَا بِحَيْثُ حصل دنيا طائلة يُقَال أَنَّهَا عشرَة آلَاف دِينَار مَعَ اشْتِغَاله بِالْعلمِ عِنْد الْمحلى والمناوي والعبادي والحناوي وَابْن قديد فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهم وتميز بِحَيْثُ ذكر بعض الطّلبَة بِمَكَّة والقاهرة، كل هَذَا مَعَ يبس
وَحبس يَد وَلذَا ضَاعَ جلّ مَا حصل أَو جَمِيعه على يَد وَلَده فِي السَّبَب وَنَحْوه، وَقد حج كثيرا وجاور غير مرّة وَرجع فِي سنة تسعين قَاضِي الْمحمل لكَون قاضيه فِي تِلْكَ السّنة وَهُوَ