فِي الْقُرْآن وزار بَيت الْمُقَدّس وَلَقي بهَا بعض المعتمرين وَكَذَا دخل الشَّام وحلب وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وشارك فِي الْفَضَائِل قَلِيلا وَانْفَرَدَ عَن أهل بَيته بإقبال مُلُوك عصره وعظمائهم عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَلَا ينفكون عَن أوامره إِلَى أَن حصل بَينه وَبَين صَاحب هرموز تنافر بِحَيْثُ قطع مَا كَانَ يصل إِلَيْهِ وَهُوَ شَيْء كثير وتناقص حَاله بِسَبَب ذَلِك مَعَ كَونه لم يكن يدّخر شَيْئا بل لَهُ جِهَات هِيَ بيد أقربائه وَنَحْوهم فَلَا يسْأَل عَنْهَا وَأَنا أحضر لَهُ مِنْهَا مهما كَانَ قنع بِهِ كَمَا بَلغنِي مَعَ مزِيد من ذَلِك وَقد رَأَيْته بِمَكَّة حِين قدومه لَهَا مَعَ بني جبر فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَهُوَ بالمفاصل بِحَيْثُ لَا يمشي إِلَّا مُعْتَمدًا على العكاز وَنَحْوه بل لَا يَسْتَطِيع النهوض فِي كثير من أوقاته فحج ثمَّ تلبث ليزور بعد انْفِصَال المولد من ربيع الأول سنة أَربع فعاقه الْمَرَض وَاسْتمرّ كَذَلِك ينشط تَارَة وَيَنْقَطِع أُخْرَى وَبَالغ فِي التأدب معي وَجَاء ليعيزين فِي الْأَخَوَيْنِ وَالْتمس مني الْإِجَازَة لوَلَده ولجماعته بل حدثت بِحَضْرَتِهِ وماشاني فِي بعض الأسئلة وَعَلِيهِ نور وخفر ومهابة مَعَ لطف ذَات وَجَمِيل عشرَة كل ذَلِك وَهُوَ غير مقتصر على مَا يلائمه بل يسْتَعْمل أَشْيَاء غير مُنَاسبَة وَيكثر الْجِمَاع حَتَّى أَنه تزوج عدَّة زَوْجَات وَاحِدَة بعد أُخْرَى سوى مَا مَعَه من السراري وَأكْثر من تحمل الدُّيُون فِي الْإِنْفَاق وَنَحْوه وَيُقَال أَنه مِمَّن يرغب فِي الكيمياء وأنفدت ابْنَته السيدة بديعة جلّ مَا كَانَ مَعهَا حَتَّى ملت، وَقد فارقته بِمَكَّة بعد انْفِصَال الْمَوْسِم وسافر للمدينة فدام بهَا قَلِيلا ثمَّ ركب الْبَحْر من الينبوع ليرْجع لبلاده وَبلغ جدة فتعلل فَعَاد لمَكَّة وَكَانَت منيته بهَا فِي عصر يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري جُمَادَى الأول سنة خمس وَتِسْعين وَدفن من الْغَد عقب الصُّبْح عِنْد سلفه من المعلاة رَحمَه الله وإيانا.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن تَاج الرياسة شهَاب الدّين بن التقي الْمحلى ثمَّ الزبيرِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ الْعَلَاء عَليّ. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أحد موقعي الحكم كَانَ قد مهر فِي صناعته وَحصل مِنْهَا مَالا جزيلا مَعَ شدَّة إِمْسَاكه حَتَّى كَانَ مَا وَرثهُ أَخُوهُ مِنْهُ نَحْو ألفي دِينَار سوى العقارات وَكَانَ شَدِيد الْإِتْلَاف فهما طرفا نقيض. مَاتَ فِي نصف ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَلَيْسَ مُحَمَّد فِي نسبه فِي الأنباء بل نسب فِيهِ لجد أَبِيه.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النُّور العثماني التّونسِيّ. / سمع بِقِرَاءَتِي فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015