واشتغل بالفنون فَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن المجدي وناصر الدّين البارنباري وَعنهُ أَخذ الْعرُوض وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَعَن الشّرف السُّبْكِيّ وَالشَّمْس البوصيري الْفِقْه وحضره عِنْد الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبرهان البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنحو عَن الشَّمْس بن الجندي والحناوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا حَتَّى بَلغنِي أَنه كَانَ يقْرَأ على الشَّمْس بن سارة فِي الْعَضُد أَو غَيره وَلم يزل يدأب حَتَّى أُشير إِلَيْهِ بالفضيلة والبراعة فِي الْفِقْه وأصوله وَفِي الْفَرَائِض والحساب والعربية وَالْعرُوض والمعاني وَغَيرهَا مَعَ الْحِرْص على تَكْرِير محافيظه، وتصدى للإقراء مُدَّة طَوِيلَة فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَعمل فِي الْعرُوض مُقَدّمَة رَأَيْتهَا وسماها الْكَافِي فِي الْعرُوض والقوافي وَقد شرحها من طلبته الشهَاب بن الصَّيْرَفِي ونظمها هُوَ الشهَاب القليجي،)

وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين المنهلي وَابْن سولة وَابْن الصَّيْرَفِي وَمن لَا أحصيه كَثْرَة وَكَانَ حسن التَّعْلِيم لين الْجَانِب حاد الْخلق مديما للأشغال طول نَهَاره بِدُونِ ضجر وَلَا ملل مَعَ التقشف ونحافة الْبدن وَكَثْرَة التوعك ومزيد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ بل لم يره أحد إِلَّا اعتقده والتقلل من الدُّنْيَا فَلم يكن باسمه سوى وَظِيفَة التصوف بالفخرية ثمَّ الْإِمَامَة بالقطبية ومشيختها وَكَانَت مَحل إِقَامَته وَلذَلِك كَانَ الْمَنَاوِيّ يُرْسل إِلَيْهِ وَلَده زين العابدين ليصحح عَلَيْهِ لوجه فِي الْبَهْجَة، رَأَيْته وَنعم الرجل كَانَ وَلكنه لم يكن بالذكي. مَاتَ بالقطبية بعد تمرضه مُدَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَدفن خَارج بَاب النَّصْر فِي حوش الصُّوفِيَّة رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ.

أَحْمد بن عباد الشهَاب السفطي. / ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه ذكر أَنه سمع الصَّحِيح من التقي بن حَاتِم وَهُوَ مِمَّن أثْبته الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِيمَن سمع مِنْهُ الْإِمْلَاء فِي سنة ثَمَان عشرَة وَسمي أَبَاهُ أرسلان.

أَحْمد بن عبَادَة بن عَليّ بن صلح بن عبد الْمُنعم الشهَاب بن الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزرزاري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي. / أَخذ الْفِقْه عَن أَبِيه وَغَيره والعربية عَن الحناوي وَكَذَا أَخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الْعَرَبيَّة والمنطق وَتردد للمجد الْبرمَاوِيّ وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَكَذَا سمع من شَيخنَا وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وشارك فِي الْفِقْه وَكَانَ مُتَأَخِّرًا عَن أَخِيه النُّور عَليّ فِيهِ مقدما عَلَيْهِ فِي غَيره، وباشر تدريس الأشرفية بعد موت وَالِده بل تصدى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015