(لقد ضَاقَ ذرعي من أُمُور كَثِيرَة ... وَأَنت ملاذي فِي تغير أحوالي)
(وَإِن كنت يَا مولَايَ عبدا مقصرا ... فحلمك يَا مولَايَ أَعلَى وَأولى لي)
وَمَعَ مزِيد قِيَامه مَعَ البقاعي فِي كائنة أبي الْعَبَّاس بِحَيْثُ قَالَ مِمَّا لَا أستبعده أَنه ساعده فِيهَا بِخَمْسِينَ دِينَارا ومبادرته للكتابة على بعض مِمَّا صدر عَنهُ بحث انكف من كَانَ لَهُ غَرَض فِي الانتام مِنْهُ قَالَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ أَنه كَانَ يحب منصب الْقَضَاء محبَّة شَدِيدَة، وَاعْتَمدهُ غَيره فِي هَذَا مَعَ أَنه قَالَ لي وَالله لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت مَا طرقت لَهُم عتبَة وَلكنه كَمَا قيل وجدت أكره النَّاس فِي الدُّخُول لهَذَا الشَّأْن أحرصهم على الْوُقُوع فِيهِ والأعمال بِالنِّيَّاتِ. يحيى بن
1034 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن يُوسُف الشّرف بن الْمُحب الْبكْرِيّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِيَحْيَى الْبكْرِيّ. / ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب الوَاسِطِيّ وَقَرَأَ يَسِيرا فِي النَّحْو على مُحَمَّد بن زيان المغربي الْمَالِكِي نزيل المؤيدية والقرافي بل صاهره وتدرب بِهِ فِي صناعَة الشُّرُوط وتميز فِيهَا يَسِيرا وتكسب بهَا وقتا عِنْده وَعند غَيره ورام فَامْتنعَ قَاضِي الْحَنَابِلَة الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ إرعاء لشيخوختهما، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَنسخ بِهِ أَشْيَاء واشتغل قَلِيلا عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي والونائي ثمَّ الْمحلي والمناوي وَأخذ بِمَكَّة عَن البلاطنسي فِي مُخْتَصره لمنهاج العابدين وَكَذَا أَخذ فِي التصوف عَن الشرواني ورافق البقاعي فِي تِلْكَ الدُّرُوس الْيَسِيرَة عِنْد أبي الْفضل المغربي بل زعم البقاعي أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي الظَّاهِر خصيصا بِهِ بِحَيْثُ ترافق مَعَه فِي دُخُول دمياط وإسكندرية ورتبه فِي عمل حِسَاب جَامع الفكاهين حِين رسم عَلَيْهِ بِسَبَب مَا فِي جِهَته من متحصله وَهُوَ زِيَادَة على أَرْبَعمِائَة دِينَار وَلم يظْهر البقاعي دافعا مرضيا، وتنزل فِي الْجِهَات وَكَانَ أحد صوفية المؤيدية ثمَّ رغب عَنْهَا بِأخرَة بعد امْتِنَاعه من حُضُور الدَّرْس بعد الْمحلي عِنْد ابْن المرخم مَعَ حُضُور من لم يفهم عَنهُ عِنْده، وَصَارَ يحضر فِي درس الحَدِيث عِنْد ابْن الشّحْنَة بعد التقي القلقشندي وَرُبمَا تكلم كَمَا بَلغنِي وَكَانَ قد تردد لشَيْخِنَا فِي قِرَاءَة الصَّحِيح بعد الْعشَاء حَتَّى قَرَأَ نَحْو نصفه وَقدر انْفِصَال شَيخنَا بالقاياتي فَلم يرع لَهُ حَقه بل بَاشر النقابة عِنْده رَفِيقًا لغيره وَحضر بِقُوَّة عين آخر النَّهَار للْقِرَاءَة على الْعَادة فَقَالَ لَهُ شَيخنَا قصر اللَّيْل فَانْقَطع بل فعل مَا هُوَ أبلغ فَإِنَّهُ كَانَ رَسُول القاياتي يطْلب ولد شَيخنَا مِنْهُ للحضور عِنْده بِسَبَب الْحساب، وَمَا حمد النَّاس لَهُ ذَلِك سِيمَا وَلم