من شرح الألفية وَفِيمَا أَخذه عَن الْعَيْنِيّ من شرح الشواهد لَهُ، وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة مَعَ مزِيد الذكاء وَسُرْعَة النادرة والطلاقة حَتَّى أذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء وعظمه الْمحلى وَغَيره ودرس وَأفْتى وأسمع الحَدِيث بالطيبرسية لكَون إمامتها مَعَه ثمَّ حصلت لَهُ مشيختها وَكَانَ يجْتَمع عِنْده فِي ختومه الْأَئِمَّة وَعمل بِسَبَب ذَلِك التَّذْكِرَة فِي مجَالِس الْكِرَام فِي ختم البُخَارِيّ. وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة بل كتب عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد فِيهَا حِين دَخلهَا مَعَ الرجبية وَكَانَ قَاضِي ركبهمْ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْمَنَاوِيّ فَمن بعده وَجلسَ بقاعة الصالحية وإيوانها وقتا ثمَّ بخلوة فِيهَا وشق فِي الِابْتِدَاء ذَلِك على كثيرين سِيمَا أَهلهَا لصِغَر سنة وحرفة أَبِيه فَلم يلتف لهَذَا وَاسْتمرّ)
على طَرِيقَته فِي الِاشْتِغَال وتعاطي الْأَحْكَام إِلَى أَن صَار فِي الْأَيَّام الولوية من أماثل النواب وَزَاد حَتَّى سجل عَلَيْهِ فِي وصف أَبِيه بِالْعلمِ وَأكْثر من ذَلِك بل وصف جده بالتسليك وَنَحْوه وَمَا نَهَضَ أحد يمنعهُ سِيمَا وَقد أبرز الْمَكْتُوب الَّذِي أَشرت إِلَيْهِ أَولا وَيذكر بتساهل فِيهِ وَقَامَت عَلَيْهِ الثائرة حِين أثبت أَنه عصبَة لعَلي بن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي بل وَفِي أَكثر مَا يخبر بِهِ سِيمَا فِي إكثاره الْحِكَايَة عَن شَيخنَا وَابْن المجدي مِمَّا اتّفق لَهُ مَعَهُمَا وَيكثر عجبي من إكثاره لذَلِك عَن أَولهمَا بحضرتي وَمَعِي مَعَ عدم التَّوَقُّف فِي تقدمه فِي الْفَضَائِل ولحاقه بالجوجري فِي تفننه وذكائه وتفرده عَنهُ بالقراءات كَمَا تفرد هُوَ بِصدق اللهجة وَحسن النّظم وَلَكِن قد أَكثر هَذَا مِنْهُ وَرَأَيْت من ينْسبهُ للشرقة فِيهِ أَحْيَانًا وَالْحق أَن الْكثير مِنْهُ كالتضمين، وَلَو فرغ نَفسه للْعلم فِي هَذِه الْأَزْمَان الَّتِي قل فِيهَا من يزاحمه فِي فضائله وَلزِمَ التَّحَرِّي لما لحقه غَيره وَقد حركته لذَلِك غير مرّة فَمَا وفْق. وَمن تصانيفه شرح التبريزي فِي الْفِقْه والورقة فِي أصُول الْفِقْه للعز بن جمَاعَة وَالْكَافِي لشيخه الْخَواص فِي الْعرُوض ومقدمة فِي الْفلك وَكِتَابَة على ديوَان ابْن الفارض وَهُوَ من رُؤُوس الذابين عَن كَلَامه الرافعين لأعلامه ونظم فِي واقعتها أَشْيَاء أودعتها فِي أَخْبَارهَا بل لَهُ جَوَاب أَكْثَره غير مرضِي وَلَقَد قَالَ لَهُ بعض الفسقة من الشُّعَرَاء حِين سمع مِنْهُ قَوْله فِي كائنتها لم أزل أَنا وَأبي وجدي وجد أبي نعتقده نَحن فِي وَاقعَة لَا ننتقل عَنْهَا إِلَى أَبْيَات لَيست فِي ضمنهَا أَو كَمَا قَالَ، ونظم النخبة لشَيْخِنَا والإرشاد فِي الْفِقْه لِابْنِ الْمقري وَالْحَاوِي فِي الْحساب لِابْنِ الهائم مَعَ شَرحه للْأَصْل وَفِي الْقرَاءَات قصيدة