وَمن إنشاده لأبي يحيى بن عقيبة القفصي مِمَّا أنْشد لَهُ:

(أزف الْحمام وَأَنت ساه معرض ... عَن كل خطب فَمَا لئيم يعرض)

(يَا وَيْح من ركب البطالة واعتدى ... يشْتَد فِي طلب الْخِصَام وينهض)

وَبحث مَعَه وَأَنه رَآهُ شَدِيد الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ مَعَ إِظْهَار الصّلاح وَالْمُبَالغَة فِي التبرئ من الدُّنْيَا)

وَبَالغ فِي الْحَط مِنْهُ وَوَصفه بالعجب وَالْكبر والحسد قَالَ وَأهل الْمَدِينَة مفتونون بِهِ، وهجاه بقوله:

(وثعبان بدا فِي زِيّ حَبل ... لأجعله جَرِيرًا للبعير)

(يُخَادع كالجريري كل كسر ... فَقلت لحاك رَبِّي من جريري)

قلت وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس لخ رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم لم يتَخَلَّف عَنهُ أحد من أهل السّنة رَحمَه الله وإيانا وَهُوَ وَالِد زَوْجَة الْبَدْر حسن بن زين الدّين وَقد اسْتَفَدْت بعض شُيُوخه من إِجَازَته لعبد السَّلَام الأول ابْن الشَّيْخ نَاصِر الدّين الكازروني حِين عرض عَلَيْهِ بعض محافيظه.

أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس التلمساني المغربي الْمَالِكِي. / ولي قَضَاء الاسكندرية ودمشق وطرق الْبِلَاد وَدخل شيراز وَشهد بهَا وَفَاة ابْن الْجَزرِي وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَعمر الدَّار وَالْحمام دَاخل بَاب الْفرج فَلم يمتع بذلك إِلَّا قَلِيلا، وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ على شَيخنَا فِي صَحِيح مُسلم وَغَيره وَأثْنى على مُبَاشَرَته لقَضَاء الاسكندرية فِي تَرْجَمَة الْجمال عبد الله بن الدماميني من تَارِيخه فَإِنَّهُ قَالَ أَنه اسْتَقر بعده وباشره متحفظا فِي مُبَاشَرَته إِلَى أَن شاعت سيرته المستحسنة وَقد رَأَيْته كثيرا بَين يَدَيْهِ، وَولي قَضَاء الشَّام بعد وانفصل بِابْن عبد الْوَارِث ثمَّ أُعِيد ثمَّ انْفَصل، مَاتَ مصروفا فِي رَابِع ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسبعين بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس فِي الْجِهَة الشرقية وَكَانَ قد قدم الْقَاهِرَة قبل بِيَسِير وحاول عود الْقَضَاء فَمَا أمكن رَحمَه الله، وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا.

أَحْمد بن سعيد ويكنى أَبَا نَافِع هُوَ بِهِ أشهر. / شيخ مسن من صوفية البيبرسية كَانَ حكويا ضخم الشكالة طلق الْعبارَة كثير المماجنة والدعابة، غير متحرز فِي أَلْفَاظه وحكاياته، سَمِعت من ذَلِك جملَة بَاب البيبرسية وَكَأَنَّهُ كَانَ من قدماء صوفيتها فقد رَأَيْته سَمَاعه بهَا على النُّور عَليّ بن سيف الأبياري لليسير من سنَن ابْن مَاجَه فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَشَيْخه ضَابِط الْأَسْمَاء وَكَانَت وَفَاته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015