لَازم حُضُوره الْكَمَال الطَّوِيل والحليبي وَأَحْيَانا مجلى وَابْن قريبَة وَرُبمَا حضر الْخَطِيب الوزيري ثمَّ اسْتمرّ يقسم كل سنة لَكِن بالأزهر ويحضر فِي ختومه الأكابر وَيفِيض على الْقُرَّاء الْخلْع ويجيز الشُّعَرَاء والوعاظ وَغَيرهم وَحمد بذلك وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَلَاح الدّين القليوبي كَاتب الْغَيْبَة طَبَقَات السُّبْكِيّ الْكُبْرَى وَهُوَ من ملازميه والمتضلعين مَعَ شدَّة حرصه على مداومة سماطه فِي رَمَضَان مَعَ ثروته لشحه وسفالة نَفسه. وَبِالْجُمْلَةِ فالبدر ذكي وَلكنه اكْتسب من الْمشَار إِلَيْهِم إقداما بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك وَسِيلَة لتعرضه لِابْنِ قَاسم وَقبل ذَلِك لشيخه الْبكْرِيّ مَعَ كَونه حَاضرا مَعَه فِي بعض)
ختومه وَكَانَ عِنْده قبل هَذَا بِوَاسِطَة تربية أغا ياقوت أدب وتأكد مَا تجدّد حِين ولي نظر الْجَيْش وَلم ينْتج حَاله وَمن فعله النَّاشِئ عَن سرعته إهانته للشاعر عبيد السلموني حَتَّى أَنه أَشَارَ إِلَيْهِ فِي ختم عِنْد القطب الخيضري كَانَ حَاضرا فِيهِ بقوله:
(فيالك قطب دونه الشَّمْس فِي الضيا ... وَدون سنا عليائه الْبَدْر آفل)
وَمِنْهَا:
(أَلا هَكَذَا فليطلب الْمجد والعلى ... وَإِلَّا فمجد الجاه وَالْمَال مائل)
(لَئِن كَانَ علم الْمَرْء بالجاه والغنى ... فَمَا السَّيْف إِلَّا غمده والحمائل)
وَمِنْهَا:
(فواحرباكم عز بالجاه جَاهِل ... وَكم نَالَ مِنْهُ مَا أَرَادَ أراذل)
وَمَا أحسن صَنِيع الزيني بن مزهر حِين حضر إِلَيْهِ الْمشَار إِلَيْهِ بقصيدة فِي بعض ختومه فَأَخذهَا حِين علم تعرضه لهَذَا وَكَانَ أَيْضا حَاضرا وَمَا مكن من إنشادها وَكَذَا لما وَقع بَينه وَبَين ابْن قَاسم فِي مدرسته وَقَامَ هَذَا عَن الْمجْلس أرسل بِابْن قَاسم إِلَيْهِ فَكَانَ ذَلِك عين الرياسة وَإِن تضمن نقصا وَهُوَ الْآن مَصْرُوف عَن نظر الْجَيْش بِعَمِّهِ. وصاهر وَهُوَ كَذَلِك البدري بن الجيعان على ابْنَته بعد ابْن عَم أَبِيهَا التاجي.
89 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر المحيوي بن التَّاج بن الْجمال أبي المحاسن الْكرْدِي الأَصْل الكرواني الأَصْل الْقَرَافِيّ ثمَّ الفوى الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْمَاضِي والآتي أَبوهُمَا وَيعرف كجده بِابْن العجمي. / ولد فِي لَيْلَة النّصْف من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بالقرافة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة مِنْهُم عَمه الْبَدْر وَحفظ الْعُمْدَة والبداية فِي اخْتِصَار الْغَايَة وَبَعض الْمِنْهَاج وَعرض بَعْضهَا على الْعِمَاد الباريني وَغَيره وتفقه بِالنورِ الأدمِيّ وَالْجمال السمنودي وَغَيرهمَا وَحضر ميعاد السراج البُلْقِينِيّ فِي قَوْله وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم أخرجنَا لَهُم دَابَّة من الأَرْض تكلمهم وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء مؤرخ بثاني ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة جمَاعَة كَابْن صديق والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْحُسَيْنِي وَأبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَخَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان وَأبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد البالسي وَابْن قوام وَابْن منيع.