أَن أكتب وَسمعت مِنْهُ مقامة حَسَنَة عَملهَا بعد موت الزيني بن مزهر وَكَانَ يحسن إِلَيْهِ كثيرا، وَقد حج فِي الْبَحْر وجاور وَدخل كثيرا من الْبِلَاد الشامية وتغرب وَكَانَ كثير المخالطة لِابْنِ تغري بردي وَبَلغنِي أَنه عمل المواعيد وباشر فِي أوقاف الباسطية، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ بديع الذكاء مفرط الْفَاقَة. وَمِمَّا كتب بِهِ: مَا يَقُول مَوْلَانَا الْفَاضِل اللبيب الَّذِي حَاز من البلاغة أوفى نصيب فِي اسْم من أَرْبَعَة تركب ثَلَاثَة أَرْبَاعه لَا تستحيل بالانعكاس فِي كل مَذْهَب وَفِيه ثَلَاثَة أحرف متماثلة وَهِي جمع لِأَشْيَاء حاملة نصفه الأول بعد تَصْحِيف ثَانِيه كم راحت عَلَيْهِ روح مَعَانِيه وَكم عاشق ذليل رَضِي بمقلوبه ليفوز باللذة من وصل محبوبه وَإِن صحفت بعد قلبه الثَّانِي وَالْأول كَانَ فعل أَمر وَإِن لم تفهمه فسل وَإِن كررت هَذَا الْأَمر مَعَ إِضَافَة وصف فَم الحبيب كَانَ صفة لقنديل أَو مَجْنُون سليب وَإِن صحفت ثَانِي هَذَا الِاسْم وحذفت أَوله كَانَ جمعا لآلات مستعملة وَإِن حذفت آخِره كَانَ اسْما لمأكول تعرفه بالذوق إِن فهمت مَا أَقُول وَإِن أشكل تَصْحِيف آخِره بعد حذف الأول كَانَ اسْم آلَة فِيهَا النّصْف من أشكل وَإِن صحفت ثَانِي نصفه الأول بترتيب كَانَ صفة من أَوْصَاف ردف الحبيب أَو صفة لعاشق متيم كئيب وَإِن قلبت هَذَا النّصْف وصحفته كَانَ اسْم شَيْء من البهار إِن عَرفته وَإِن صحفت بعض هَذَا الِاسْم فِيمَا تحكي فكتبي لَك تحصل بِغَيْر شكّ وَفِيه شكّ إِن قلبته أَو لم تقلبه فَتَأمل مَعَانِيه فَإِنَّهَا مجيبة وَرُبمَا ازْدَادَ بالتصحيف بالمدد حَتَّى يصير سِتا بِالْعدَدِ فأبنه يَا من غَدَتْ الفصاحة طوع يَدَيْهِ وتأمله فَإِنَّهُ ظَاهر ومساق الْكَلَام عَلَيْهِ.

أَحْمد بن خَلِيل بن حسن الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ وَيعرف وَالِده بالفراء. / ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ أَنه نَشأ بهَا وفيهَا ولد فِيمَا أَحسب وعنى بِحِفْظ الْقُرْآن وَصَارَ يُصَلِّي بِهِ التَّرَاوِيح إِمَامًا ويخطب ليَالِي فِي بعض الْمدَارِس وعني بِالْكِتَابَةِ حَتَّى حسن خطه ثمَّ لايم الدولة بِمَكَّة لكَون مقبل العرامي زوج أمه كَانَ يخدمها ويسافر بهَا إِلَى مصر فاستكتبه إِلَيْهَا وَعرف أَهلهَا بِهِ فعرفوه فَلَمَّا مَاتَ عَمه صَار يُسَافر بهم إِلَى مصر وَيدخل فِي أُمُورهم عِنْد النَّاس وَحصل فِي نفوس بعض أَعْرَاب الْحجاز مِنْهُ شَيْء لتَقْصِيره فِي خدمتهم فَقدر أَنه وَافق بَعضهم فِي السّفر)

إِلَى مَكَّة فِي سنة ثَلَاث عشرَة فَقتل بَين الْعقبَة وينبع فِي لَيْلَة سَابِع عشر ربيع الآخر مِنْهَا وَوصل رَفِيقه بحوائجه وَذكر أَنه فَارقه لَيْلًا لحَاجَة فِي بعض الطَّرِيق فَجَاءَهُ من لَا يعرفهُ فَقتله واتهم بِهِ رَفِيقه فَالله أعلم، وَكَانَ كثير الْأَذَى للنَّاس والتسلط عَلَيْهِم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015