عَن أَبِيه الْأَذَان. مَاتَ فِي رُجُوعه من الْحَج عِنْد مفرح لَيْلَة الْحَادِي وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ فجيء بِهِ إِلَى الْمَدِينَة وَدفن بِالبَقِيعِ وَلم يبلغ الْأَرْبَعين وَهُوَ خَاتِمَة الذُّكُور من بَيت المطري رَحمَه الله وأعقب ابْنَته خَدِيجَة الَّتِي تزوج بهَا بعد الْمُحب بن القَاضِي خير الدّين الْمَالِكِي.
551 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صَالح نَاصِر الجدين أَبُو الْفضل وَأَبُو الْعِزّ بن الزكي بن فتح الدّين الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن صَالح. / نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه عَليّ مَعَ الْجَمَاعَة فِي سنة ثَمَانِينَ واشتغل قَلِيلا وَقَرَأَ عَليّ فِي القَوْل البديع وتقريب النَّوَوِيّ وَغَيرهمَا وَكَذَا قَرَأَ فِي القراآت على الزين جَعْفَر وَأَجَازَ لَهُ وسافر إِلَى الرّوم فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده وأجحف فِيمَا استأداه من أوقافهم الَّتِي هُنَاكَ جدا وَلم يرض عَنهُ وَاحِد من الْفَرِيقَيْنِ وَدخل الشَّام والقاهرة وَغَيرهمَا غير مرّة وزاحم أَعْمَامه بِجُزْء فِي الخطابة والإمامة وَالنَّظَر ورام أَكثر من ذَلِك. وَهُوَ فطن ذكي جريء مقتدر على الألفات إِلَيْهِ مَعَ صغر سنة. وَكَانَ الْأَشْرَف قايتباي أَمر بسجنه فِي القاعة بِسَبَب مرافعة أحد أَعْمَامه مَعَ أهل الْمَدِينَة فِي أَبِيه ثمَّ أطلقهُ من الْغَد)
وتكررت محنة وتزايد فقره لعدم حسن تَدْبيره ومشيه وَصَارَ إِلَى حَالَة كثر تألمي لَهُ بِسَبَبِهَا وَلَو وفْق لَكَانَ أحد رُءُوس بَيته وَهُوَ الْآن بِالْمَدِينَةِ بعد تشتته عَنْهَا دهرا أحسن الله عاقبته.
552 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح أَبُو الْقسم بن الشَّمْس بن فتح الدّين بن صَالح / بن عَم الَّذِي قبله. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَرُبمَا نَاب فِي الْإِمَامَة وَالْقَضَاء، وَدخل الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وَهُوَ الْآن صوب الْيمن.
553 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو الْخَيْر بن أبي الْفضل بن أبي عبد الله الْجَوْهَرِي الأَصْل الفيشي الأحمدي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن بطالة. / ولد تَقْرِيبًا فِي أَوَائِل سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بفيشا المنارة من الغربية وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وألفية النَّحْو، وَقدم الْقَاهِرَة فقطن زَاوِيَة أَبِيه بقنطرة الموسكي واشتغل رَفِيقًا للفخر عُثْمَان المقسي وَابْن قَاسم عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ وَالْجمال الأمشاطي والونائي والقاياتي والبوتيجي فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا ولازم شَيخنَا وَلكنه لم يدم الِاشْتِغَال بل قَامَ بِأَمْر الزِّرَاعَة وَنَحْوهَا وبذل همته فِي ذَلِك. وَحج فِي سنة تسع وَسبعين صُحْبَة ركب الأتابك والأقصرائي وابتدأ مَعَهُمَا بالزيارة النَّبَوِيَّة وَرجع بعد انْقِضَاء الْحَج وقطن بطنتدا وَتلك النواحي وتكرر اجتماعي بِهِ فِي مجْلِس شَيخنَا ثمَّ بعد