بِهِ عِنْد السُّلْطَان بِتَقْدِيم شَيْء مهمل سَمَّاهُ بالتاريخ لَا يعبأ بِهِ من عَلَيْهِ يعول وَلَكِن فِي جماعته المقرب لَهُم عِنْده بعض من يرْمى من القبائح بعده مَعَ فَضَائِل يمتاز بهَا على ابْن دَاوُد وخبرة بالوسائل المبلغة للمقصود وَلذَا رقاه للقضا وَآل أمره إِلَى أَن صَار أَرضًا. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِمَّن فِيهِ رَائِحَة الْفَنّ بل هُوَ من قدماء الْأَصْحَاب وَأحد الْعشْرَة الَّذين ذكرهم شَيخنَا فِي وَصيته وَإِن فعل معي مَا أَرْجُو أَن يجازى بمقصده عَلَيْهِ، وَقد صرف عَن الْقَضَاء وَبَقِي مَعَ ابْنه كِتَابَة السِّرّ مَعَ غَيرهَا من الْجِهَات واستفيض مرافعة وَلَده فِيهِ وَآل أمره أَن صرف عَن كِتَابَة السِّرّ وَاسْتمرّ أَبوهُ على طَرِيقَته فِي مُلَازمَة خدمَة السُّلْطَان حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بتربته عِنْد بَاب الشَّافِعِي وتأسف السُّلْطَان فِيمَا قيل عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا.

306 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أَي بكر بن سعد الشَّمْس بن الشَّمْس الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ أَخُو سعد وَعبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم الْمَاضِي ذكرهم وَأَبوهُ وَابْنه عبد الله وَيعرف كسلفه بِابْن الديري. / ولد فِي ربيع الأول سنة سبعين وَسَبْعمائة بالقدس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن وتفقه بِأَبِيهِ وبالكمال الشريحي وَعَن أَبِيه أَخذ الْأُصُول وَأخذ النَّحْو عَن الْمُحب الفاسي وَعبد الله الزعبي المغربي وَسمع بأخبار أَخِيه شَيخنَا عَليّ الشهَاب أبي الْخَيْر بن العلاني وَكَذَا سمع على الشهابين ابْن مشت وَابْن المهندس وَغَيرهمَا وَولي تدريس المعطظمية وَغَيرهَا وَصَارَ المرجوع إِلَيْهِ فِي بَيت الْمُقَدّس إقراء وإفتاء وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا، وَكَانَ إِمَامًا مفوها ناظما ناثرا حسن الْعشْرَة لين الْجَانِب كثير المفاكهة لَا يمل جليسه حج قبيل مَوته ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَهُوَ متمرض فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأخرة سنة تسع وَأَرْبَعين وَدفن بمقبرة ماملا وشبعه خلق مِنْهُم الْعِزّ الْقُدسِي شيخ الصلاحية. وَمِمَّا كتبه عَنهُ بعض الْجَمَاعَة من نظمه:

(أَصبَحت فِي حسنكم مغرما ... وعنكم وَالله لَا أسلو)

(إِن شِئْتُم قَتْلِي فيا حبذا ... الْقَتْل فِي حبكم سهل)

(من مَاتَ فِيكُم نَالَ كل المنى ... وزاده يَا سادتي فضل)

(فواصلوا إِن شِئْتُم أَو دعوا ... فَكل مَا لاقيته يحلو)

(من رام سلواني فَذَاك الَّذِي ... لَيْسَ لَهُ بَين الورى عقل)

بَلغنِي أَنه كَانَ لفاقته يَأْخُذ على الْفَتْوَى رَحمَه الله وإيانا.

307 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام نَاصِر الدّين بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015