يَوْم الْأَحَد مستهل محرم الَّتِي تَلِيهَا رَحمَه الله وإيانا. وَكَانَ إِمَامًا زاهدا ورعا مديما للانقطاع إِلَى الله من صغره وهلم جرا لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ لائحة كَرِيمًا ريضا متضلعا من علم السّنة كثير الِاطِّلَاع على الْخلاف العالي والنازل يكثر مطالعة التَّمْهِيد لِابْنِ عبد الْبر وَله عَلَيْهِ حواش مفيدة غير أَنه لَا يعرف الْعَرَبيَّة. تَرْجَمَة ابْن فَهد النَّجْم وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ وَكَذَا قَالَ البقاعي لَهُ أَبْيَات فِي السِّوَاك كتبتها عَنهُ وساقها وَأَشَارَ إِلَى أَن فِيهَا عدَّة أَبْيَات من نظمه وَلم يميزها فحذفت كتَابَتهَا لذَلِك. مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّمْس السُّيُوطِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الشاذلي. كَانَ مَذْكُورا بِعلم الْحَرْف مَقْصُودا فِيهِ، الْوَاعِظ نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن قَاسم. ولد فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بسيوط وَذكر أَنه أَخذ طَرِيق الشاذلية عَن أبي بكر بن مُحَمَّد السُّيُوطِيّ الشاذلي بِأَخْذِهِ لَهَا عَن خَاله الشهَاب بن القطب عبد الْملك الألواحي القلموني بِأَخْذِهِ لَهَا عَن أَبِيه وَأَخذه أَيْضا عَالِيا عَن رضيعة وَالِدَة شَيْخه أبي بكر عَن أَبِيهَا عبد الْملك عَن أبي الْعَبَّاس المرسي عَن أبي الْحسن الشاذلي قَالَ النَّجْم ابْن فَهد وَله نظم ومدحني بِبَعْضِه وَأَجَازَ لي.

مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ سامحه الله. وَهُوَ مِمَّن شَارك الْمَاضِي قَرِيبا فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وَكَونه شاذليا واعظا. مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الْغَزِّي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الغرابيلي. ولد فِي رَجَب تَحْقِيقا سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج وألفية الحَدِيث والنحو ومعظم جمع الْجَوَامِع وَغير ذَلِك وَأخذ عَن الشَّمْس بن الْحِمصِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَعَن الْكَمَال بن أبي شرِيف بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا الْفِقْه والأصلين وَغَيرهَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شرح الْمحلي لجمع الْجَوَامِع وَوَصفه بالعالم المفنن النحرير وَقدم الْقَاهِرَة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ فِي الْفِقْه قِرَاءَة وسماعا ولازم التقاسيم عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جانبا فِي أصُول الْفِقْه وَالْعرُوض بِكَمَالِهِ وَقَرَأَ على الْعَلَاء الحصني شرح العقائد والحاشية عَلَيْهِ وَشرح التصريف والقطب فِي)

الْمنطق ومعظم المطول والحاشية وَغير ذَلِك وعَلى الْبَدْر المارداني فِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وغالب تَوَابِع ذَلِك وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ من تصانيفه شرح الْفُصُول وعَلى الزين زَكَرِيَّا الْقيَاس من شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي وعَلى الْجمال الكوراني من شرح أشكال التأسيس وَأخذ القراآت جمعا وإفرادا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن القادري ثمَّ عَن الزين جَعْفَر جمعا للسبع من طَرِيق النشر وللأربعة عشر مِنْهُ وَمن المصطلح إِلَى أثْنَاء النِّسَاء وعَلى الشَّمْس بن الحمصاني جمعا للعشر إِلَى سُورَة الْحجر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015