وأدمن الِاشْتِغَال وتجرع فاقة وتقللا ولازم التقي بن قندس فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بحثا وتحقيقا الْمقنع فِي الْفِقْه ومختصر الطوفي فِي الْأُصُول وألفية ابْن مَالك وَكَذَا أَخذ الْفِقْه والنحو عَن الزين عبد الرَّحْمَن أبي شعر بل سمع مِنْهُ التَّفْسِير لِلْبَغوِيِّ مرَارًا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ إِلَى الشاذ. وَأخذ عُلُوم الحَدِيث أَيْضا عَن ابْن نَاصِر الدّين سمع عَلَيْهِ منظومته وَشَرحهَا بِقِرَاءَة شَيْخه التقي وَالْأُصُول أَيْضا عَن أبي الْقسم النويري حِين لقِيه بِمَكَّة فِي سنة سبع وَخمسين فَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من كتاب ابْن مُفْلِح فِيهِ بل وَسمع فِي الْعَضُد عَلَيْهِ والفرائض والوصايا والحساب عَن الشَّمْس السيلي الْحَنْبَلِيّ خَازِن الضيائية وانتفع بِهِ فِي ذَلِك جدا ولازمه فِيهِ أَكثر من عشر سِنِين بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع فِي الْفِقْه بِتَمَامِهِ بحثا والعربية)

وَالصرْف وَغَيرهمَا من أبي الرّوح عِيسَى الْبَغْدَادِيّ الفلوجي الْحَنَفِيّ نزيل دمشق وَالْحسن بن إِبْرَاهِيم الصَّفَدِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْخياط وَغَيرهمَا وَقَرَأَ البُخَارِيّ وَغَيره على أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الكركي الْحَنْبَلِيّ وَسمع الزين بن الطَّحَّان والشهاب بن عبد الْهَادِي وَغَيرهمَا، وَحج مرَّتَيْنِ وجاور فيهمَا وَسمع هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي وَحضر دروس الْبُرْهَان ابْن مُفْلِح وناب عَنهُ وَكَذَا قدم بِأخرَة الْقَاهِرَة وَأذن لَهُ قاضيها الْعِزّ الْكِنَانِي فِي سَماع الدَّعْوَى وأكرمه وَأخذ عَنهُ فضلاء أَصْحَابه بإشارته بل وحضهم على تَحْصِيل الْإِنْصَاف وَغَيره من تصانيفه وَأذن لمن شَاءَ الله مِنْهُم وَقَرَأَ هُوَ حِينَئِذٍ على الشمني والحصني الْمُخْتَصر بِتَمَامِهِ وَفِي الْفَرَائِض والحساب يَسِيرا على الشهَاب السجيني وَحضر دروس القَاضِي وَنقل عَنهُ فِي بعض تصانيفه واصفا لَهُ بشيخنا وتصدى قبل ذَلِك وَبعده للإقراء والإفتاء والتأليف بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وَصَارَ فِي جماعته بِالشَّام فضلاء. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي مجاراته الثَّانِيَة بِمَكَّة قَاضِي الْحَرَمَيْنِ المحيوي والحسني الفاسي. وَمن تصانيفه الْإِنْصَاف فِي معرفَة الرَّاجِح من الخلافعمله تَصْحِيحا للمقنع وَتوسع فِيهِ حَتَّى صَار أَربع مجلدات كبار تَعب فِيهِ وَاخْتَصَرَهُ فِي مُجَلد سَمَّاهُ التَّنْقِيح المشبع فِي تَخْرِيج أَحْكَام الْمقنع والدر الْمُنْتَقى والجوهر الْمَجْمُوع فِي معرفَة الرَّاجِح من الْخلاف الْمُطلق فِي الْفُرُوع لِابْنِ مُفْلِح فِي مُجَلد ضخم بل اختصر الْفُرُوع مَعَ زِيَادَة عَلَيْهَا فِي مُجَلد كَبِير وتحرير الْمَنْقُول فِي تَهْذِيب أَو تمهيد علم الْأُصُول أَي أصُول الْفِقْه فِي مُجَلد لطيف وَشَرحه وَسَماهُ التحبير فِي شرح التَّحْرِير فِي مجلدين وَشرح قِطْعَة من مُخْتَصر الطوفي فِيهِ وَكَذَا لَهُ فهرست الْقَوَاعِد الْأُصُولِيَّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015