هُوَ الْعِرَاقِيّ فاستدعى بِهِ فَلَمَّا حضر قَالَ عبيد الله: مرسومكم قد حصل الِاسْتِغْنَاء فَقَالَ: بل كونا مَعًا حَكَاهُ وَلَده وَأَن مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ التفهني. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَابِع عشري رَمَضَان سنة سبع قَالَ الْعَيْنِيّ: وَكَانَ فَاضلا أدْرك كثيرا من مَشَايِخ الْعَرَب والعجم وَكَانَ فِي أول مرّة شافعيا ثمَّ تحول حنفيا وَأكْثر الِاشْتِغَال فِيهِ حَتَّى درس وَأفَاد وَكتب كثيرا وَولي تدريس الْمدرسَة البكرية والخاتونية الَّتِي بالتبانة وَأعَاد بالصرغتمشية وَغير ذَلِك وَولي قَضَاء الْعَسْكَر فِي أَيَّام منطاش وَتَأَخر بذلك عِنْد الظَّاهِر وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ ابْن عبد الله الأردبيلي جلال الدّين الْحَنَفِيّ لَقِي جمَاعَة من الْكِبَار بالبلاد العرابه وَغَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة فولي قَضَاء الْعَسْكَر ودرس بمدرسة أم السُّلْطَان بالتبانة وَغير ذَلِك وَكَانَت لَهُ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة. وَمَات فِي أَوَاخِر رَمَضَان انْتهى. وتسميته وَالِده بِعَبْد الله سَهْو فقد قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ بل ذكره شَيخنَا على الصَّوَاب فِي تَرْجَمَة يُوسُف الأردبيلي من الدُّرَر حَيْثُ قَالَ وَهُوَ جد الشَّيْخ جلال الدّين عبيد الله بن الشَّيْخ تَاج الدّين عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي مولدا الشرواني منشأ لأمه كَانَ يقرئ فِي الْمَذْهَب وَحكى لنا الْبَدْر بن التنسي الْمَالِكِي أَنه كَانَ)

مُعظما عِنْد الأتراك مَنْسُوبا إِلَى الْعلم وَكَانَ الْأُمَرَاء فِي أَوَاخِر الْقرن الَّذِي قبله يتنافسون فِي سَماع الحَدِيث فَكَانَ كل أَمِير مِنْهُم يَجْعَل عِنْده شَيخا يسمع النَّاس وَيَدْعُو للسماع وَكَانَ جلال الدّين بن القَاضِي بدر الدّين بن أبي الْبَقَاء محبا فِي التَّقَدُّم والرفعة والتصدر فِي الْمجَالِس وَكَانَ ذَا هَيْئَة عَظِيمَة وَكَانَت هَيْئَة عبيد الله رثَّة فَأَرَادَ أَن يجلس فَوْقه فَلم يُمكنهُ وَكَانَ من الدهاة يغِيظ وَلَا يغتاظ فَلَمَّا رأى رَغْبَة الْجلَال فِي ذَلِك قَالَ: إِن كنت تريده فَأعْطِنِي خَمْسمِائَة دِرْهَم فَأعْطَاهُ فَكَانَ يجلس فَوْقه وَذَلِكَ فِي بَيت ايتمش فاتفق أَنهم حَضَرُوا يَوْمًا فِي بَيت نوروز فَأَرَادَ الْجُلُوس فَوْقه فَلم يُمكنهُ عبيد الله وَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا أخذت مِنْك الْعِوَض على الْجُلُوس هُنَاكَ وَأما غَيره فَإِن كنت تُرِيدُ ذَلِك فجدد عوضا أَو كَمَا قَالَ وَحكى القاياتي أَن عبيد الله هَذَا كَانَ شافعيا وَكَذَا أسلافه وَأَن بعض آبَائِهِ صنف فِي الْمَذْهَب بل أهل أردبيل بَلَده كلهم شافعية وَأَنه إِنَّمَا تحنف على يَد يلبغا فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول: من ترك مَذْهَب الشَّافِعِي وتحنف أَعْطيته خَمْسمِائَة وَجعلت لَهُ وَظِيفَة فَفعل ذَلِك جمَاعَة مِنْهُم صَاحب التَّرْجَمَة والسراج قاري الْهِدَايَة وَحكى أَنه رأى الشَّافِعِي فِي الْمَنَام وَمَعَهُ مسحاة فَقيل لَهُ مَا تفعل بِهَذِهِ فَقَالَ: أخرب بهَا الْكَبْش وَهُوَ بَيت يلبغا فَلم يلبث أَن نكب يلبغا وَخرب بَيته إِلَى الْآن.

عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُحب بن النُّور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015