فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة وَالْجَمَاعَة من أهل بَلَده فِيهِ كَلَام وَقد لَقيته بِبَلَدِهِ وكتبت عَنهُ قَوْله:
(عُيُون حَبِيبِي النرجسيات أتلفت ... فؤاد الْمَعْنى بالفتور وبالسحر)
(وأرمت سهامها صائبات نصولها ... لقلب الَّذِي قد مَاتَ بالصب والهجر)
فِي أَشْيَاء سواهُ. مَاتَ فِي سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَدِهِ وَقد شاخ.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يحيى بن عبد الله التَّاج بن الْجمال ابْن الشّرف المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي وَالِد النَّجْم مُحَمَّد الْآتِي. وَيعرف بِابْن يَعْقُوب. ولد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع على الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ والمحب المطري وَآخَرين وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ بهَا وبالمدينة الْفِقْه والعربية عَن أبي الْقسم النويري وبالمدينة الْفِقْه فَقَط عَن أَحْمد الْجريرِي وَمُحَمّد بن نَافِع المسوفي وناب فِي قَضَاء الْمَدِينَة لَاعن قضاتها بل اسْتِقْلَالا بمراسيم أَولهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ثمَّ اسْتَقل بِهِ وَذَلِكَ فِي صفر سنة سِتِّينَ ووروده فِي الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ عقب الْبَدْر بن فَرِحُونَ فَمَكثَ قَلِيلا ثمَّ توعك إِلَى أَن مَاتَ فِي عشري شعْبَان مِنْهَا وَقد قَارب السِّتين.
عبد الْوَهَّاب بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن الْكرْمَانِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة والمصاهر لإمامها الْمُحب وقتا وَيعرف فِيهَا بملأ عَلَاء الدّين الْكرْمَانِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بكرمان ثمَّ تحول مِنْهَا لهراة فَأخذ عَن علمائها كمحتسبها الْعَلامَة الْمُحَقق المُصَنّف حُسَيْن الخوافي الْحَنَفِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب الْعَضُد وحاشية الْمطَالع وَسمع غَيرهمَا وعَلى وَعلي التوشجي وَمَعْنَاهُ حَافظ الطير الْمُسَمّى عندنَا بالبازدار الْحَنَفِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الرياضيات وَمن جملَته الْحساب وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه على التَّجْرِيد لتصير الدّين الطوسي فِي علم الْكَلَام والزين على الْكرْمَانِي الشَّافِعِي قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة والمنطق وَغَيرهمَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وتميز فِي الْفُنُون والرياضيات بل بَلغنِي أَنه إِذا طالع محلا من فنونه لَا يلْحق فِيهِ، وَدخل الشَّام ومصر والهند وَأَقْبل عَلَيْهِ خواجا جهان وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ قطن مَكَّة قبيل الثَّمَانِينَ لم يبرز مِنْهَا إِلَّا للزيارة النَّبَوِيَّة مَعَ الشَّيْخ مُحَمَّد بن قاوان وَلم يتَوَجَّه بهَا للإقراء غَالِبا مَعَ السُّؤَال لَهُ فِي ذَلِك، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السَّيِّد أصيل الدّين عبد الله والكرماني خَادِم ابْني قاوان وبالغا عِنْدِي فِي الثَّنَاء)
عَلَيْهِ وَرُبمَا يتفهم مِنْهُ بعض الْفُضَلَاء مَا يعسر عَلَيْهِ وَأكْثر من قصدي للسلام وَالْمُبَالغَة فِي التَّوَاضُع وَنعم الرجل تفردا وتوحدا وَلَكِنِّي سَمِعت من ينْسبهُ لِابْنِ عَرَبِيّ، ثمَّ أَنه سَافر فِي الْبَحْر إِلَى هرموز ثمَّ إِلَى هراة وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين بهَا.
عبد الْوَهَّاب بن نصر الله بن توما الْوَزير تَاج الدّين بن الشَّمْس بن