هَذِه الأبيات البديعة من لفظ ناظمها نَفعه الله تَعَالَى بِالْعلمِ وزانه بالتقوى والحلم)
والعز الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ بقوله: وَكَذَلِكَ أنشدنيها ناظمها بلغه الله من الْخَيْر الْغَايَة القصوى وَختم لنا وَله بِالْحُسْنَى وَكتب التَّاج بعد ذَلِك:
(نعم أنشدت نقاد الْمعَانِي ... فَقَالَ بيانهم أبديع سحر)
(وَأنْشد من نفى مَا اثبتوه ... وَلَوْلَا الشّعْر بالعلماء يزري)
عبد الْوَهَّاب تَاج الدّين بن الْجمال أبي المكارم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ شَقِيق عبد الباسط وَإِخْوَته وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة إخْوَته جمَاعَة وَقرر فِي طلب تدريس الغياث الخلجي بِمَكَّة وحضره وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدخل الْقَاهِرَة وكنباية ومندوة من بِلَاد الْهِنْد وتوسط لَهُ عِنْد صاحبيهما فَحصل لَهُ من الجزراتي ثلثمِائة دِينَار وَمن الخلجي خَمْسمِائَة ووكله وَهُوَ بِالْهِنْدِ خَاله البرهاني فِي قبض مَا تجدّد من الْأَوْقَاف وَكتب لَهُ محْضر بذلك وبالثناء عَلَيْهِ وعَلى أَهله وَكتب النَّاس عَلَيْهِ وجهزه إِلَيْهِ وَهُوَ هُنَاكَ وَرجع فَعرض لَهُ وجع تعلل بِهِ مُدَّة ثمَّ برأَ مِنْهُ إِلَّا بقايا مَعَ نوع من المالخولية يَعْتَرِيه أَحْيَانًا إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة خَاله من المعلاة وَكَانَ عِنْده حشمة مَعَ إقدام وبطش فِي النَّاس عَفا الله عَنهُ.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن دغرة بن زهرَة التَّاج أَبُو الْفضل بن الشَّمْس بن الشّرف الحبراضي الأَصْل الطرابلسي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن زهرَة بِضَم الزَّاي. ولد فِي أحد الربيعين سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ مُحَمَّد الأعزاري وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على أَبِيه واشتغل فِي الْفِقْه وَأَصله وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الْعَلَاء المقسي وَفِي أصُول الدّين على الشَّمْس بن الشماع ولازمه وانتفع بِهِ وَصَحب الزين الخافي وَسمع أَبَاهُ والشهاب بن الحبال وَابْن نَاصِر الدّين وَحكى عَن وَالِده انحرافا عَنهُ كَغَيْرِهِ من شافعية الشَّام لأجل ابْن تَيْمِية وَحج وَدخل الشَّام صُحْبَة وَالِده فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَأقَام بِبَلَدِهِ متصديا للتدريس والإفتاء وَجمع كل من المنهاجين والتنبيه والزبد شرحا سَمَّاهَا بهجة الْوُصُول وَتَذْكِرَة الْمُحْتَاج وَتَذْكِرَة النبيه وكل مِنْهَا فِي خمس مجلدات وَالْمُعْتَمد بل عمل مُخْتَصرا سَمَّاهُ الْمُخْتَار فِي فقه الْأَبْرَار)
إِلَى غَيرهَا مِمَّا وقفت على حجمه، ولسرعة الِانْفِصَال عَنهُ لم أتدبر فِي علمه وَالْأَقْرَب أَنَّهَا إِن كَانَت مُعْتَمدَة فَهِيَ لوالده نعم هُوَ إِنْسَان حسن الصُّورَة كثير التَّوَاضُع لَهُ