الْحُسَيْنِي الإسحاقي الْجَعْفَرِي الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد)

فِي ربيع الآخر سنة عشر وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشهَاب السَّاعِي وَغَيره وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَحضر دروس الْبَدْر بن سَلامَة فِي الْعَرَبيَّة بل قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي والشهاب بن حجي، وَولي نقابة الْأَشْرَاف بعد أَبِيه كأسلافه وَكَانَ من بَيت علم وَفضل وَدين لَهُ شرف من جِهَة أَبَوَيْهِ، لَقيته بمنزله بحلب وَهُوَ مفلوج فأنشدني قَوْله:

(يَا رَسُول الله إِنِّي لأرجو ... أَن تكفل يَوْم عرضي)

(بإدخالي الْجنان بِلَا حِسَاب ... إِذا كنت النَّوَافِل لي وفرضي)

(وَهَا أَنْت المؤمل للبرايا ... فحقا بَعْضنَا أولى بِبَعْض)

قيل وَلَو قَالَ:

(عبيدك يَا رَسُول الله يَرْجُو ... شفاعتك العميمة يَوْم عرض)

لَكَانَ أحسن فَإِن مَا قَالَه من بَحر الوافر مَعَ اختلاله فِي الْوَزْن وَقد سبق النَّاظِم جده كَمَا فِي تَرْجَمته لنحوه. مَاتَ بعد ساعتين.

عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس بن الشهَاب بن الْمجد أَب الفدا القاهري الْحُسَيْنِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَعبد اللَّطِيف والتقي مُحَمَّد والصدر مُحَمَّد الْمَذْكُورين فِي محالهم وَهُوَ كَبِيرهمْ وَيعرف كأبيه بِابْن الرُّومِي. ولد قبيل التسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه والعربية والفرائض وَغَيرهَا على جمَاعَة كَالشَّمْسِ مُحَمَّد بن أَحْمد السعودي أَخذ عَنهُ الْفِقْه والشهاب أَحْمد بن شاور العاملي أَخذ عَنهُ الْفَرَائِض والحساب والوصايا والصدر سُلَيْمَان الأبشيطي قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية ابْن مَالك وَشَرحهَا لِابْنِ عقيل وبرع وأذنوا لَهُ كلهم وعظموه جدا وَثبتت عَدَالَته فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ على قَاضِي الْحَنَفِيَّة حِينَئِذٍ الشَّمْس الطرابلسي وَشهد عَلَيْهِ بذلك غير وَاحِد من الْأَعْيَان، وَسمع على الْآمِدِيّ وَابْن الشيخة والمطرز وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَالْجمال الرَّشِيدِيّ فِي آخَرين، وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما على رَأس الْقرن عَن الْجمال يُوسُف بن مُوسَى الْمَلْطِي فَمن بعده ثمَّ أعرض عَنهُ فأشير عَلَيْهِ بِالْعودِ لتضعضع حَاله بِالتّرْكِ فَفعل وَلم يحصل على طائل وَكَذَا درس قَدِيما فِي عدَّة أَمَاكِن ثمَّ رغب عَنْهَا إِلَّا التدريس بِجَامِع الظَّاهِر وَحدث بِأخرَة سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015