إِلَّا بَادر بِالْجَوَابِ وَلم يزل بَينه وَبَين الْفُقَهَاء منافرة، وَيُقَال انه يرى بِحل الْمُتْعَة على طَريقَة ابْن الْقيم وَذَوِيهِ، وَحفظ تَرْجِيح كَون المولد النَّبَوِيّ كَانَ فِي رَمَضَان لقَوْل ابْن إِسْحَاق أَنه نبىء على رَأس الْأَرْبَعين فحالف الْجُمْهُور فِي تَرْجِيح ذَلِك وَله أَشْيَاء كَثِيرَة من التنطعات، وَكَانَ قد ولي قَضَاء بعلبك ثمَّ طرابلس ثمَّ ترك وَاقْتصر على عمل المواعيد بِدِمَشْق، وَقدم مصر وَجَرت لَهُ محنة مَعَ الْجلَال البُلْقِينِيّ ثمَّ رَضِي عَنهُ وَألبسهُ ثوبا من ملابيسه وَاعْتذر لَهُ فَرجع إِلَى بِلَاده وَمَات بهَا مطعونا فِي ربيع الآخر سنة تسع عشرَة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي وَالِده.
418 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الله العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الْمدرسَة المزهرية من الْقَاهِرَة وَيعرف بالشامي /. ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والدرة المضية فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث المرضية لِابْنِ الْجَزرِي مَعَ مقدمته فِي التجويد والتنبيه وَربع الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وتلا بالعشر افرادا وجمعا على عمر الطَّيِّبِيّ وبالقاهرة على جَعْفَر السنهوري وَلكنه لم يكمل عَلَيْهِ وَعَن أَولهمَا أَخذ فِي النَّحْو واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق وَغَيرهمَا، وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فحج ثمَّ رَجَعَ بعد زيارته الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس وأقرأ مَعَ اشْتِغَال الطّلبَة بِالْعَرَبِيَّةِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ نور الدّين الطرابلسي الْحَنَفِيّ التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَقَرَأَ على قِطْعَة كَبِيرَة من البُخَارِيّ قِرَاءَة تدبر وَتَأمل وَكَذَا قَرَأَ على الديمي وَنعم الرجل فضلا وسكونا وتقنعا.
419 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الزين القاهري الْمكتب وَيعرف بِابْن الصَّائِغ / وَهِي حِرْفَة أَبِيه، وسمى شَيخنَا فِي تَارِيخه وَالِده عليا وَهُوَ سَهْو. ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَتعلم الْخط الْمَنْسُوب من النُّور الوسيمي تلميذ غَازِي ولازمه فِي اتقان قلم النّسخ حَتَّى فاق)
فِيهِ عَلَيْهِ حَسْبَمَا صرح بِهِ كَثِيرُونَ وَأحب طَريقَة ابْن الْعَفِيف فسلكها واستفاد فِيهَا من أبي عَليّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الزفتاوي ثمَّ الْمصْرِيّ شيخ شَيخنَا وَصَارَت للزين طَريقَة منتزعة من طريقتي ابْن الْعَفِيف وغازي كَمَا رسم لغازي شيخ شَيْخه فَإِنَّهُ كَانَ كتب أَولا على الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي رقيبة شيخ الزفتاوي الْمَذْكُور وتلميذ الْعَلَاء مُحَمَّد بن الْعَفِيف الَّذِي أَخذ عَن أَبِيه عَن الْوَلِيّ العجمي عَن شهدة الكاتبة عَن ابْن أَسد عَن عَليّ بن البواب وَابْن السمسماني عَن مشايخها عَن أبي عَليّ بن مقلة ثمَّ تحول غَازِي عَن طَريقَة ابْن الْعَفِيف شيخ شَيْخه إِلَى طَريقَة وَلَدهَا بَينهمَا ويبن طَريقَة