فِي أنبائه وَجزم بِأَنَّهُ ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَنه حضر على ابْن الخباز فِي الثَّالِثَة سنة أَربع وَخمسين وأسمعه أَبوهُ من جمَاعَة قَالَ وَولي الْقَضَاء غير مرّة بعد الْفِتْنَة وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة، وَكَانَ يتجر بالكتب وَيعرف أسماءها مَعَ وفور جهل بالفقه. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَجزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع قَالَ وَقد ولي أَبوهُ وجده وَأَخُوهُ الْقَضَاء وَأَعَادَهُ وَجزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَهُوَ تَابع لشَيْخِنَا.
416 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الزين أَبُو الْفرج وَأَبُو مُحَمَّد بن الْجمال الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن قريج بِالْقَافِ وَالرَّاء وَالْجِيم مصغر، وبابن الطَّحَّان / وَهُوَ أَكثر. ولد فِي منتصف الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وأسمع على الصّلاح بن أبي عمر مُسْند أَحْمد بِتَمَامِهِ فِيمَا كَانَ يذكر وَالَّذِي وجد لَهُ فِي الطَّبَقَة مُسْند ابْن عمر وَابْن مَسْعُود وَابْن عَمْرو وَكَذَا سمع عَلَيْهِ مآخذ الْعلم لِابْنِ فَارس وعَلى زَيْنَب ابْنة قَاسم بن عبد الحميد العجمي منتقي فِيهِ ثَمَانِيَة عشر حَدِيثا من مشيخة الْفَخر وجزءا فِيهِ خَمْسَة عشرَة حَدِيثا مخرجة فِيهَا من جُزْء الْأنْصَارِيّ وَكِلَاهُمَا انتقاء البرزالي وعَلى الْمُحب الصَّامِت الْكثير بل قَرَأَ عَلَيْهِ بِنَفسِهِ وَكَذَا سمع من إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عمر والشهاب بن الْعِزّ ورسلان الذَّهَبِيّ وَأبي الهول الْجَزرِي وَطَائِفَة، وَكَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن أميلة السّنَن لأبي دَاوُد وجامع التِّرْمِذِيّ وَعمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة لِابْنِ السّني وعَلى الْبَدْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن قواليح صَحِيح مُسلم وَلَكِن لم نظفر بذلك كَمَا قَالَه صاحبنا ابْن فَهد، وَحدث بِبَلَدِهِ واستقدم الْقَاهِرَة فَأَسْمع بهَا وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا بعد أَن تمرض أَيَّامًا يسيرَة بعد صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بقلعة الْجَبَل وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِبَاب المدرج فِي مشْهد حافل فِيهِ ابْن السُّلْطَان وأركان الدولة وَخلق من الْعلمَاء والاخيار تقدمهم شَيخنَا وَدفن بتربة طقتمش، وَكَانَ شَيخا لطيفا يستحضر أَشْيَاء كَثِيرَة وَوَصفه بَعضهم بالامام الْعَالم الصَّالح.
417 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن الْحُسَيْن الزين الْكرْدِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ / الْآتِي أَبوهُ. حفظ التَّنْبِيه فِي صباه وَقَرَأَ على الشّرف بن الشريشي ثمَّ تعانى المواعيد فنفق سوقه فِيهَا وراج عِنْد الْعَامَّة ودام على ذَلِك أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة وَصَارَ على ذهنه من التَّفْسِير والْحَدِيث وَأَسْمَاء الرِّجَال شَيْء كثير مَعَ الدّيانَة وَكَثْرَة التِّلَاوَة إِلَّا أَنه كَانَ يعاب بقلة البضاعة فِي الْفِقْه وَكَونه مَعَ ذَلِك لَا يسْأَل عَن شَيْء