جَامع قوصون.
كَانَ بارعا فِي الْكحل ازدحك عَلَيْهِ الْعَامَّة فِيهِ وراج أمره فِي ذَلِك جدا بل تلمذ لَهُ جمَاعَة، وَشَيْخه فِيهِ علما وَعَملا السَّيِّد جلال الدّين مُحَمَّد بن النُّور على بن مُحَمَّد التبريزي وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس مُحَمَّد الْقرشِي عرف بتلميذ ابْن قرصة، وَبَلغنِي أَنه جرد من تَجْرِيد كشف الرين فِي الْكحل شَيْئا. مَاتَ فِي مستهل صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن تكسح ورعت السَّوْدَاء بِبدنِهِ وَلم يكمل السِّتين عَفا الله عَنهُ.
395 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْمَعَالِي يحيى الشَّيْبَانِيّ وَالِد عبد الْقَادِر / الْآتِي وأخو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زبرق
396 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله الزين أَبُو الْفرج بن الشَّمْس ابْن الْجمال الكلسي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنَفِيّ سبط الْفَخر الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / ولد بعد السِّتين وَثَمَانمِائَة بحلب ولقيني بِمَكَّة فَذكر لي أَن وَالِده كَانَ مدرسا عَالما مُفِيدا وَأَن جده كَانَ مقرئا وَأَنه هُوَ اشْتغل على زوجه أمه، وَكَذَا اشْتغل بِمَكَّة حِين مجاورته فِي النَّحْو وَالصرْف على بعض الشيرازيين، ولازمني حَتَّى حمل عني الْكثير وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لَهَا فِي الْكَبِير
397 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن عمر بن أبي بكر وجيه الدّين الْعلوِي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الله / الْآتِي من بَيت وجيه. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين ذكره الخزرجي فِي تَارِيخه فَقَالَ مَا ملخصه: كَانَ فَقِيها لبيبا نبيها أريبا جوادا سخيا هماما أَبَيَا ممدحا ذَا نظر كثير فِي الْعَوام ومشاركة فِي المنثور والمنظوم ترقى فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة والمباشرات السّنيَّة، وَعمل الحساد عَلَيْهِ حَتَّى اعتقل فِي حبس عدن مُدَّة ثمَّ أطلق وازدادت جلالته مَعَ تحريه فِي مأكله وملبسه وصدقته بِحَيْثُ لَا يتَعَدَّى ذَلِك غلَّة أَرض لَهُ يملكهَا، وَهُوَ صَاحب البديعية الَّتِي أودعها سَائِر الْفُنُون من التَّجْنِيس والترصيع والترشيح والتوشيح والتصدير والتسهيم وَالتَّفْسِير والتتميم، وَشَرحهَا شرحا وافيا، وابتنى بزبيد مدرسة فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة تحرى فِيهَا وَجعل فِيهَا درسا للحنفية وَآخر للشَّافِعِيَّة، وَلم يؤرخ وَفَاته. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: الْفَاضِل لَقيته بزبيد وَسمعت من فَوَائده وناولني)
بديعيته الَّتِي عَارض بهَا الْحلِيّ وَكتب لي على استدعائه:
(أجزت لسَيِّد الاخوان طرا ... شهَاب الدّين ذِي الْفضل الرفيع)