ترجمة محمد بن الأسود بن خلف القرشي المكي قال: روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعن أبيه، وعنه عبد الله بن عثمان بن خثيم، وأبو الزبير، ومنهم من يروي عن ابن خثيم عن أبي الزبير عنه.
ثم قال: ذكره الذهبي في الميزان، وقال: لا يعرف هو ولا أبوه، تفرد عنه ابن خثيم.
فقال الحسيني: قد عرفه البخاري، وأودعه تاريخه.
قلت: وقد حكى هذا الحافظ ابن حجر في التعجيل، وأقره، وأضاف: وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
وممن اعترض على ذلك صاحب كتاب "إمعان النظر في تقريب الحافظ ابن حجر" حيث قال ص248: سكوت البخاري عن راو في تاريخه لا يدل على عدالته عنده، فكم من راو سكت عنه، فلم يذكره بجرح، وأورده مع ذلك في الضعفاء، وكذلك ابن أبي حاتم في كتابه لا يدل سكوته عن راو ما على أنه عدل عنده. ا. هـ.
قلت: قد سبق أننا لا نقول إن ذكرهما للراوي مع عدم ذكر جرح فيه يدل على العدالة، ولكنه ينفع الراوي لما سبق ذكره عن أهل العلم، وما أقوله عن البخاري "كم من راو سكت عنه، فلم يذكره بجرح، وأورده مع ذلك في الضعفاء"، فكلامه يدل على وقوع ذلك كثيرا، وهي دعوى غير صحيحة، وهي تدل على عدم الثقة بكثير مما يقرره كثير ممن أقحموا أنفسهم في الكتابة في مثل هذه الأمور الخطيرة، ويبين ذلك هذه الدراسة التي قمت بها من خلال مقابلة كتاب الضعفاء للبخاري مع كتابه التاريخ الكبير، فخرجنا من خلالها أن كل من تكلم فيهم بجرح في الضعفاء قد ذكر الجرح نفسه فيهم في التاريخ الكبير، بل قد يزيد عليه، وذلك في الرواة كلهم المذكورين في الضعفاء البالغ عددهم "442" راويا، إلا في ثلاثة رواة فقط، وهم المترجم لهم في الضعفاء برقم: 62، 197، 296 فدل ذلك على أن ذكر البخاري للراوي في تاريخه الكبير دون أن يذكر فيه