مدائحه – منهجا يكاديعرف به، ربما حدده له وضعه الديني والاجنماعي والأدبين صلته بالخلفاء والأمراء والوزراء..
فإذا نظرنا في مدائح الصولي، وجدناه يقدم لها أحيانا بمقدمات تختلف عن مقدمات معاصريه، فنراه في مطالع مدائحهيبدل المقدمة الغزلية أو غيرها من المقدمات التي اصطنعها الشعراء الآخرون، بوضع مقدمة أخرى تبيناستبشار الناس وفرحتهم بحلول خليفة جديد أو أمير أو وزير – يأملون فيه أن يرجع هيبة الدولة, وأمجاد الاسلام, على نحو قوله في فاتحة ضاديته للخليفة الراضي بالله:
أصبح الملك عاليا بأبي العبـ-ـاس أعلى الملوك بعد انخفاض
واستفاض السرور في سائر الـ-ـناس, بملك المهذب الفياض
فهو مستبشر مسرور لعلو الملك ثانية بحلول الخليفة الراضي, الذي سيعيد المهابة إلى الخلافة الاسلامية, بعد الضعف الذي أصابها من قبل, ويقول إن السرور عم جميع المسلمين بتولي الخلافة رجل همام سيعيد للدولة مجدها وهيبتها بقوة عزيمته.
ويقول في مديحته السينية.. إن الدهر قد ضحك بعد أن ظل عابسا مدة طويلة, وأن السعد سيكون حليفا له وللمسلمين بعد أن لازمهم النحس طويلا, وستلبس الأيام ثوب النعيم, بعد أن لبست طويلا أثواب الشقاء, لأن الله سبحانه وتعالى قد اختار للخلافة رجلا قويا سيعيد لها هيبتها وجلالها بعد أن كانت كالربع الواهي الضعيف البناء.
يقول:
ضحك الدهر بعد طول عبوس ... طالعا بالسعود لا بالنحوس
وأتتنا الأيام متعذرات ... لابسات نعيمها بعد بوس
رضي الراضي الإله لملك ... أوضح النهج منه بعد الدروس
آنس الله بالخليفة ملكا ... موحش الربع واهن التأسيس
ويمدح الخليفة الراضي بالله، بأنه نسيم الحياة، الذي أنعش الدهر وأضحكه، ويشبه أيامه اللذيذة وسعادة الناس المحبين للوصال، وسعادة العروسين