الإسلامية، فالشعراء مضوا يتمسكون في مدائحهم بتصوير المثل الخلقية العربة وما أشاعه فيها الإسلام من مثالية روحية، فأكثروا من مدح الخلفاء بالعدل والتقوى.

وقد اختلفت القصيدة العباسين عن القصيدة القديمة من حيث الموضوعات وإن كانت تسير على نهجها، فهي تبدأ بمقدمة غزلية طللية، ولكن قد يضيف إليها الشاعر العباسي بعض تحليلات لخواطره إزاء الحب، كما يضع فيها تصويرا لمطامحه وآماله في الحياة، وقد يضيف إلى ثناياها بعض الحكم ووصف الطبيعة وبعض العناصر الدينية.

فقصيدة المديح العباسية لم تكن مديحا خالصا، بل كانت تحمل في فاتحتها كثيرا من أحاسيس الشاعر، وخلجات صدره، كما كانت تحمل وصف الرياض والربيع والقصور، ومقدمات أبي تمام يتجلى فيها هذا الجانب. وأيضا فإنه قدم لقصيدته في فتح عمورية بحديث طويل عن القوة والعقل، وهاجم المنجمين وخرافاتهم. وزعم الاطلاع على الغيب، وقد اشتهر البحتري كذلك بوضع المقدمات التي تصف الرياض والربيع، كما تصف قصور الخلفاء.

كل ذلك كان تجديدا بلا شك من الشعراء العباسيين، اختلفوا فيه عن الشعراء السابقين، وعن منهجهم في التعبير، وفي وصف الرحلة وتحمل المشاق، وغير ذلك مما تطلعنا به قصائدهم ومدائحهم.

فإذا كانت هذه هي مقومات المديحة العباسيةبوجهها الجديد – كما نراها عند أبي تمام والبحتري وغيرهما – فهل سار الصولي على نهجهما وتتبع خطا شعراء عصره؟.. أو أنه اتبع طريقا آخر ومنهجا مغايرا، فاستحدث أشياء أضافها إلى مدائحه؟

الواقع أن الصولي وقد عاش في العصر العباسي، ونهل مما نهل منه العباسيون شعراء وأدباء، جاراهم فيما جروا فيه، إلا أنه اختلف في منهجه، وفي مديحه بعض الشيء، فأضاف أشياء لم تكن موجودة عند نظرائه، واختط لنفسه – في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015