ألم تسأل الرّبع القديم بعسعسا «1» ... كأنى أنادى إذ أكلّم أخرسا «2»

هذا من التشبيه فاسد لأجل أنه لا يقال: كلّمت حجرا فلم يجب فكأنه كان حجرا، والذى جاء به امرؤ القيس مقلوب.

وتبعه أبو نواس فقال يصف دارا:

كأنها إذ خرست جارم ... بين ذوى تفنيده مطرق «3»

والجيد منه قول كثّير فى امرأة «4» :

فقلت لها: يا عزّ كلّ مصيبة ... إذا وطّنت يوما لها النّفس ذلّت

كأنّى أنادى صخرة حين أعرضت ... من الصّمّ لو تمشى بها العصم زلّت

فشبّه المرأة عند السكوت والتّغافل بالصّخرة.

قالوا: ومن ذلك قول المسيب بن علس «5» :

وكأن غاربها رباوة مخرم ... وتمدّ ثنى جديلها بشراع «6»

أراد أن يشبّه عنقها بالدّقل «7» ... فشبّهها بالشّراع. وتبعه أبو النجم

فقال «8» :

كأنّ أهدام النّسيل المنسل ... على يديها والشّراع الأطول «9»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015