روى بها عن أبي محمد بن أسد كثيرا، وعبد الوارث بن سفيان، وأبي الحسن علي بن معاذ البجاني، ومحمد بن خليفة، وابن الرسان، وابن ضيفون وغيرهم كثيرا.
وكانت له عنايةٌ بالعلم وسماعه من الشيوخ وتقييده عنهم. وله كتاب جمع فيه أسمعته ورواياته، وكان مكثرا في الرواية ولا أعلمه حدث.
أحمد بن سعيد بن كوثر الأنصاري: من أهل طليطلة، يكنى أبا عمر.
كان فقيها متفننا، كريم النفس أخذ عن جماعةٍ من علماء بلده، وأجاز له جماعة من شيوخ قرطبة مع أبيه، ذكره ابن مطاهر وقال: حدثني عبد الرحمن بن محمد بن البيروله، قال: حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي عون أنه قال: كنت آتي إليه من قلعة رباح وغيري من المشرق، وكنا نيفا على أربعين تلميذا، فكنا ندخل في داره في شهر نونبر، ودجنبر، وينير في مجلس قد فرش بسط الصوف مبطنات، والحيطان باللبود من كل حول، ووسائد الصوف، وفي وسطه كانون في طوله قامة الإنسان مملوءا فحما يأخذ دفئه كل من في المجلس، فإذا فرغ الحديث أمسكهم جميعا وقدمت الموائد عليها ثرائد من بلحوم الخرفان بالريفق العذب، وأياماً ثرائد اللبن بالسمن أو الزبد فتأكل تلك الثرائد حتى نشبع منها، ويقدم بعد ذلك لونا واحدا ونحن قد روينا من ذلك الطعام، فكنا ننطلق قرب الظهر مع قصر النهار ولا نتعشى حتى نصبح إلى ذلك الطعام الثلاثة الأشهر، فكان ذلك منه كرما وجودا وفخرا لم يسبقه أحد من فقهاء طليطلة إلى تلك المكرمة.
وولي أحكام طليطلة مع يعيش بن محمد ثم استثقله ودبر على قتله. فذكر أن الداخل عليه ليقتله ألفاه وهو يقرأ في المصحف فشعر أنه يريد قتله فقال له: