حتى أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أدركه، قال: "اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت يا عمار" فأسرعوا حتى استوى بأعلاها فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة: "هل عرفت يا حذيفة من هؤلاء الرهط أو الركب أو أحدًا منهم؟ " قال حذيفة: عرفت راحلة فلان وفلان وقال: كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم متلثمون فقال - صلى الله عليه وسلم -: "هل علمتم ما كان شأن الركب وما أرادوا؟ " قالوا: لا والله يا رسول الله قال: "فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا أظلمت في العقبة طرحوني منها". قالوا: أفلا تأمر بهم يا رسول الله إذا جاءك الناس فتضرب أعناقهم؟ قال: "أكره أن يتحدث الناس ويقولوا إن محمدًا قد وضع يده على أصحابه" فسماهم لهم وقال: "اكتماهم".
[درجته: حسن وسند ضعيف، رواه: رواه البيهقي أيضًا في كتاب دلائل النبوة من طريق محمَّد بن إسحاق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة بن اليمان، هذا السند: ضعيف لإرساله لكن سند ابن إسحاق سند قوي لولا عنعنة ابن إسحاق، لكنه لم ينفرد فقد تابعه عند البزار (7 - 350) أبو بكر بن عياش عن الأعمش وله شاهد عند أحمد (5 - 453) من طريق يزيد أنا الوليد يعني بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل وهو ما بعده].
47 - قال الإمام أحمد يعني بن حنبل (5 - 453): حدثنا يزيد أنا الوليد يعني بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل قال: لما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أمر مناديًا فنادى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ العقبة فلا يأخذها أحد، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوده حذيفة ويسوق به عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل غشوا عمارا وهو يسوق برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة: قد قد حتى هبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما هبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل ورجع عمار فقال: يا عمار هل عرفت القوم؟ فقال: قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون. قال: هل تدري ما أرادوا؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أرادوا أن ينفروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطرحوه، قال: فسأل عمار رجلًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: نشدتك بالله كم تعلم