ورواه مسلم (4 - 1998).

45 - قال البخاري (4 - 1859): حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال: كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي أو لعمر، فذكره للنبي - صلى الله عليه وسلم - فدعاني فحدثته، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا. فكذبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط فجلست في البيت. فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومقتك فأنزل الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} فبعث إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ فقال: "إن الله قد صدقك يا زيد".

46 - قال البيهقي في الدلالل (5 - 256): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمَّد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمَّد بن عمرو بن خالد ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة:

ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قافلًا من تبوك إلى المدينة، حتى إذا كان ببعض الطريق مكر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناس من أصحابه، فتآمروا عليه أن يطرحوه في عقبة في الطريق، فلما بلغوا العقبة أرادوا أن يسلكوها معه، فلما غشيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر خبرهم، فقال: "من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع لكم". وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - العقبة، وأخذ الناس بطن الوادي إلا الناس الذين مكروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لما سمعوا بذلك واستعدوا وتلثموا وقد هموا بأمر عظيم، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فمشيا معه مشيًا وأمر عمار أن يأخذ بزمام الناقة وأمر حذيفة أن يسوقها، فبينا هم يسيرون إذ سمعوا بالقوم من ورائهم قد غشوهم، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر حذيفة أن يردهم وأبصر حذيفة غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجع ومعه محجن، فاستقبل وجوه رواحلهم فضربها ضربًا بالمحجن، وأبصر القوم وهم متلثمون .. فرعبهم الله -عَزَّ وجَلَّ- حين أبصروا حذيفة وظنوا أن مكرهم قد ظهر عليه، فأسرعوا حتى خالطوا الناس. وأقبل حذيفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015