نعم الشفيع إذا كانت ليلتها قالت: يا رسول الله هلال بن أمية تكلمه فينا حتى إذا كانت ذات ليلة قال: "أشعرت أن الله قد تاب على الثلاثة؟ " قالت: ألا أرسل إلى أهليهم فأبشرهم؟ قال: "إذا لا يذرنا الناس ننام هذه الليلة ولكن أصبحي" فأصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى الغداة ثم أقبل على أصحابه فقال: "أشعرتم أن الله قد تاب على الثلاثة؟ " فاستبق إلى كعب بن مالك رجلان رجل ركب فرسًا فأخذ بطن الوادي، ورجل مشى على رجليه حتى صعد الجبل، قال: يا كعب بن مالك أشعرت أن الله قد تاب عليك؟ فخررت ساجدا حتى إذا دنا مني رميت إليه برداي، ثم أقبلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت منك أو من الله فقال: "من الله -عَزَّ وجَلَّ-".
[درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي شيخه الحافظ الكبير أبو جعفر محمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي المعروف بـ: (مطين) تذكرة الحفاظ (2 - 662) وابن عمر صدوق من رجال مسلم تقريب التهذيب (315) وشيخه عمرو بن محمَّد العنقزي أبو سعيد الكوفي ثقة تقريب التهذيب (426) وخلاد بن أسلم الصفار أبو بكر البغدادي أصله من مرو ثقة تقريب التهذيب (196) وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أبو محمَّد الكوفي ثقة تقريب التهذيب (1 - 317) وشيخه عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري أبو الخطاب المدني ثقة من كبار التابعين تقريب التهذيب (349)].
44 - قال البخاري (4 - 1861): حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: كنا في غزاة قال سفيان مرة في جيش فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار. وقال المهاجري: يا للمهاجرين: فسمع ذاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما بال دعوى جاهلية؟ " قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار. فقال: دعوها فإنها منتنة، فسمع بذلك عبد الله بن أبي. فقال: فعلوها؟ أما والله (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعه لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه" وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ثم إن المهاجرين كثروا بعد.