11 - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (5 - 203): فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رجال من بني عبد الأشهل قال: قلت لمحمود هل كان الناس يعرفون النفاق فيهم؟ قال: نعم والله، إن كان الرجل ليعرفه من أخيه ومن أبيه ومن عمه وفي عشيرته، ثم يلبس بعضهم بعضا على ذلك، ثم قال محمود: لقد أخبرني رجال من قومي عن رجل من المنافقين معروف نفاقه كان يسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دعا، فأرسل الله السحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس. قالوا: أقبلنا عليه نقول: ويحك هل بعد هذا شيء؟ قال: سحابة مارة ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلت ناقته، فخرج أصحابه في طلبها وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من أصحابه يقال له عمارة بن حزم، وكان عقبيا بدريا وهو عم بني عمرو بن حزم وكان في رحله زيد بن اللصيت القينقاعي وكان منافقا قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رجال من بني عبد الأشهل قالوا: فقال زيد بن اللصيت وهو في رحل عمارة وعمارة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أليس محمَّد يزعم أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمارة عنده: "إن رجلًا قال هذا محمَّد يخبركم أنه نبي ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته، وإني والله ما أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها، وهي في الوادي في شعب كذا وكذا وقد حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتوني بها"، فذهبوا فجاءوا بها فرجع عمارة بن حزم إلى رحله فقال: والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آنفا عن مقالة قائل أخبره الله عنه بكذا وكذا الذي قال زيد بن اللصيت. فقال رجل ممّن كان في رحل عمارة ولم يحضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد والله قال هذه المقالة قبل أن تأتي، فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه ويقول: إلي عباد الله إن في رحلي لداهية وما أشعر، أخرج أي عدو الله من رحلي فلا تصحبني.

[درجته: سنده صحيح، رواه ابن حزم في المحلى (11 - 222)، والطبريُّ التاريخ (2 - 184)، هذا السند: سنده صحيح فعاصم تابعي مر معنا كثيرًا وهو ثقة عالم بالمغازي وشيخه صحابي].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015