عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى أن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع، حتى أن الرجل ينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده. فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيرًا فادع لنا. فقال: "أتحب ذلك؟ " قال: نعم. فرفع يده فلم يرجعهما حتى قالت السماء فاظلمت ثم سكبت، فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت العسكر.
[درجته: سنده صحيح، رواه: ابن حبان (4 - 223)، الحاكم (1 - 263)، والبيهقيُّ في الكبرى (9 - 357) من طريق ابن وهب هذا السند: صحيح عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري ثقة فقيه حافظ تقريب التهذيب (419) وشيخه قال عنه الحافظ في التقريب (242):
سعيد بن أبي هلال الليثي صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا، وعتبة هو عتبة بن مسلم المدني التيمي مولاهم وهو ثقة من رجال الشيخين البخاري ومسلم التقريب (381) ونافع بن جبير بن مطعم النوفلي تابعي ثقة فاضل تقريب التهذيب (558).
ولا يضره ما ذكره الإِمام الدارقطني -رحمه الله- في العلل (2 - 83) بقوله: وسئل عن حديث بن عباس عن عمر خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك في حر شديد فنزلنا أصابنا فيه عطش الحدث بطوله فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسكبت السماء فقال يرويه عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عتبة بن أبي عتبة عن نافع بن جبير بن مطعم عن بن عباس حدث به بن وهب عنه واختلف عنه فرواه أحمد بن صالح ويونس بن عبد الأعلى عن بن وهب بهذا الإسناد وخالفهم يعقوب بن محمَّد الزهري فرواه عن بن وهب ولم يذكر في الإسناد عتبة جعله بن أبي هلال عن نافع بن جبير والقول فيه قول من ذكر عتبة بن أبي عتبة وهو عتبة بن مسلم.
إذا فالصواب هو رواية أحمد بن صالح ويونس بن عبد الأعلى عن بن وهب بذكر عتبة، نظرا لعدم التعويل على رواية يعقوب بن محمَّد الزهري المدني فهو كما قال الحافظ في تقريب التهذيب (608) صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء، فكيف إذا خالف الثقات أمثال يونس].