7 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (5 - 28): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها ثم قاتل حتى قتل وهو يقول:

يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وباردا شرابها

والروم قد دنا عذابها ... كافرة بعيدة أنسابها

علي إذا لاقيتها ضرابها

فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد ثم قال:

أقسمت يا نفس لتنزلنه ... لتنزلن أو لتكرهنه

إن أجلب الناس وشدوا الرنه ... مالي أراك تكرهين الجنه

قد طال ما قد كنت مطمئنة ... هل أنت إلا نطفة في شنه

وقال أيضًا:

يا نفس إلا تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت

وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلهما هديت

يريد صاحبيه زيدا وجعفرا، ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق من لحم فقال: شد بهذا صلبك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده ثم انتهس منه نهسة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس، فقال: وأنت في الدنيا؟ ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم أخو بني العجلان فقال: يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم. قالوا أنت. قال: ما أنا بفاعل. فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية دافع القوم وخاشى بهم ثم انحاز وانحيز عنه حتى انصرف بالناس.

[درجته: سنده صحيح، يحيى ثقة كان خليفة والده, قال الدارقطنيُّ: يحيى بن عباد وأبوه عباد ثقتان تهذيب التهذيب (11 - 205)].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015