25 - قال أحمد بن حنبل (3 - 138): حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر قال سمعت ثابتا يحدث عن أنس قال: لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله إن لي بمكة مالًا وإن لي بها أهلا واني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك، فإني أريد أن اشتري من غنائم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم. قال: ففشا ذلك في مكة وانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحًا وسرورا. قال: وبلغ الخبر العباس فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم. (قال معمر فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال فأخذ ابنا له يقال له قثم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول:

حي قثم حي قثم ... شبيه ذي الأنف الأشم

بني ذي النعم ... برغم من رغم)

قال ثابت عن أنس: ثم أرسل غلاما إلى الحجاج بن علاط: ويلك ما جئت به وماذا تقول فما وعد الله خير به جئت به؟ قال الحجاج بن علاط لغلامه: اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له فليخل لي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره. فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال: أبشر يا أبا الفضل. قال: فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه، ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله -عَزَّ وجَلَّ- في أموالهم، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية بنت حيي فاتخذها لنفسمه، وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي ها هنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثًا ثم اذكر ما بدا لك. قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع فجمعته فدفعته إليه، تم أستمر به فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت: لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015