مماثلة، لكن عند التدقيق في السند والمتن يتبين عذري في إبداء ملاحظة على تصحيح الشيخ -رحمه الله-، فحديث مسلم يتحدث عن خيبر، وهذا الحديث يتحدث عن الحديبية. أما من ناحية السند ففي هذا السند إشكال حول الراوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، فالرجل مشكوك في صحبته، وهو غير الصحابي الذي روى قصة وقد ثقيف، بل صرح الإمام الدراقطني بأنه مجهول. فقال: لا تصح له صحبة ولا نعرفه وقال أبو حاتم: هو تابعي ليست له صحبة، فإذا تجاوزنا وقلنا إنه تابعي كبير روى عنه ثقتان، فهذا لا يسمح لنا بقبول مخالفته للحديث الصحيح عند مسلم وأن ذلك وقع بعد خيبر كما سيأتي .. وهو ما مال إليه ابن عبد البر وابن القيم في الزاد].

19 - قال ابن حبان [5 - 374]: أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أيام خيبر يحرك شفتيه بشيء بعد صلاة الفجر فقيل له يا رسول الله إنك تحرك شفتيك بشيء ما كنت تفعله فما هذا الذي تقول؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: أقول (اللَّهم بك أحاول وبك أقاتل وبك أصاول).

[درجته: سنده صحيح، على شرط مسلم عبد الرحمن تابعي كبير وثقة من رجال الشيخين. التقريب (1 - 496)، وكذلك ثابت، أما حماد فإمام ثقة لكنه من رجال مسلم فقط. ولعل الأصح لفظ (حنين) بدل (خيبر) كما سيمر معنا عند الحديث عن غزوة حنين].

20 - قال البخاري (1 - 86): حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار مولى بني حارثة أن سويد بن النعمان أخبره: أنه خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء وهي أدنى خيبر فصلى العصر، ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق فأمو به فثري، فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكلنا ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ثم صلى ولم يتوضأ.

21 - قال الإمام أحمد (5 - 353): حدثنا زيد بن الحباب حدثني الحسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة حدثني أبي بريدة قال: حاضرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015