وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها". فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل. فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبعتهم ابنة حمزة تنادي: يا عم، يا عم. فتناولها علي فأخذها بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك احمليها. فاختصم فيها علي وزيد وجعفر فقال: علي أنا أحق بها وهي ابنة عمي وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي وقال زيد: ابنة أخي فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال. "الخالة بمنزلة الأم". وقال لعلي: "أنت مني وأنا منك". وقال لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي". وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا".
29 - قال أحمد بن حنبل (4 - 86): حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني ثابت البناني عن عبد الله بن مغفل المزني قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القران، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي -رضي الله عنه-: "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فأخذ سهيل بن عمرو بيده فقال: ما نعرف بسم الله الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف قال: اكتب باسمك اللَّهم فكتب هذا ما صالح عليه محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل مكة" فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال: لقد ظلمناك إن كنت رسوله، أكتب في قضيتنا ما نعرف فقال: "اكتب هذا ما صالح عليه محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب وأنا رسول الله فكتب" فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ الله -عَزَّ وجَلَّ- بأبصارهم فقدمنا إليهم فأخذناهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانا؟ " فقالوا: لا، فخلى سبيلهم فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ-: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} قال أبو عبد الرحمن: قال: حماد بن سلمة في هذا الحديث عن ثابت عن أنس وقال: حسين بن واقد عن عبد الله بن مغفل وهذا الصواب عندي إن شاء الله قال.