6 - قال ابن أبي شيبة (7 - 355): حدثنا يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن أخيه يزيد بن حازم عن عكرمة مولى بن عباس قال: لما نزل المسلمون بدرا وأقبل المشركون نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عتبة بن ربيعة وهو على جمل له أحمر. فقال إن يك عند أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا. فقال عتبة: أطيعوني ولا تقاتلوا هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لم يزل ذاك في قلوبكم، ينظر الرجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا إلى جنبها وارجعوا. قال: فبلغت أبا جهل. فقال: انتفخ والله سحره حيث رأى محمدا وأصحابه، والله ما ذاك به وإنما ذاك لأن ابنه معهم وقد علم أن محمدا وأصحابه أكلة جزور لو قد التقينا. قال فقال عتبة: سيعلم مصفر إسته من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى تحت القشع قوما ليضربنكم ضربا يدعون لكم البقيع، أما ترون كأن رؤوسهم رؤوس الأفاعي، وكأن وجوههم السيوف، قال: ثم دعا أخاه وابنه ومشى بينهما حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة.
[درجته: حديث صحيح، هذا السند: جيد، يزيد ثقة متقن عابد (التقريب 2/ 372) وشيخه جرير ثقة لكن حديثه عن قتادة فيه ضعف وهذا ليس منها فشيخه هنا هو أخوه يزيد وهو ثقة [التقريب (1/ 127) (2/ 63)] وعكرمة غني عن التعريف وقد مر معنا كثيرًا .. وللحديث شواهد ترفعه إلى درجة الصحة].
7 - قال الحاكم (2 - 115): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن بن عباس -رضي الله عنهما- أنه حدثه قال: بينما أنا في الحجر جالس أتاني رجل فسألني عن {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويوقدون نارهم. فانفتل عني فذهب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن العاديات فقال: هل سألت عنها أحدا قبلي؟ قال: نعم سألت عنه ابن عباس. فقال: هي الخيل حين تغير في سبيل الله. قال: فاذهب فادعه لي. قال: فلما وقف على رأسه قال: تفتي الناس بلا علم لك، والله إن كانت