4 - قال الإِمام أحمد بن حنبل (1 - 117):حدثنا حجاج ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي -رضي الله عنه- قال: لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فاجتويناها وأصابنا بها وعك، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخبر عن بدر، فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركون إليها، فوجدنا فيها رجلين منهم: رجلًا من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت وأما مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول هم والله كثير عددهم شديد بأسهم. فجعل المسلمون إذ قال ذلك ضربوه حتى انتهوا به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: كم القوم؟ قال: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم، فجهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخبره كم هم؟ فأبى ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله: كم ينحرون من الجزر؟ فقال: عشرا كل يوم .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: القوم ألف كل جزور لمائه وتبعها، ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها من المطر، وبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو ربه -عَزَّ وجَلَّ- ويقول:"اللَّهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد" قال فلما أن طلع الفجر نادى: الصلاة عباد الله. فجاء الناس من تحت الشجر والحجف فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحرض على القتال، ثم قال. إن جمع قريش تحت هذه الضلع الحمراء من الجبل، فلما دنا القوم منا وصاففناهم إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير في القوم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا علي ناد لي حمزة وكان أقربهم من المشركين، من صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول لهم؟ ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر، فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعه وهو ينهي عن القتال ويقول لهم: يا قوم إني أرى قوما مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير، ياقوم أعصبوها اليوم برأسي وقولوا جبن عتبة بن ربيعه، وقد علمتم أني لست بأجبنكم، فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا؟ والله لو غيرك يقول هذا لأعضضته. قد ملأت رئتك جوفك رعبا. فقال عتبة: إياي تعير يا مصفر أسته؟ ستعلم اليوم أينا الجبان. قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية فقال: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار