8 - قال البيهقي في الدلائل (2 - 481): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا عباس الدوري حدثنا أسود بن عامر شاذان حدثنا إسرائيل عن الأسود عن جندب بن عبد الله قال: كان أبو بكر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغار فأصاب يده حجر فقال:
إن أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
[درجته: سنده صحيح ولكن انظر للتخريج، فالأسود بن قيس العبدي ويقال العجلي الكوفي يكنى أبا قيس ثقة -تقريب التهذيب (111)، وتلميذه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف الكوفي ثقة من رجال الشيخين تكلم فيه بلا حجة- تقريب التهذيب (104)، وشاذان هو الأسود بن عامر الشامي نزيل بغداد يكنى أبا عبد الرحمن ويلقب شاذان ثقة -تقريب التهذيب (111)، وعباس بن محمَّد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي خوارزمي الأصل ثقة حافظ تقريب التهذيب (294) والبقية أئمة ثقات. لكن الإشكالية هنا في مخالفة هي في أن الحديث قد روي من طرق الأخرى عن الأسود بخلاف ذلك، فالبخاري رواه في صحيحه (3 - 1031): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس، و (5 - 2276): حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأسود بن قيس. كما رواه مسلم في صحيحه (3 - 1421): حدثنا يحيى بن يحيي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن أبي عوانة قال يحيى أخبرنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان قال: دميت إصبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض تلك المشاهد فقال:
إن أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
وأبو عوانة ثقة ثبث وسفيان إمام زمانه وهما أثبت من إسرائيل. لكن لا مانع من التعدد.
9 - قال الإِمام أحمد (1 - 348): حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر قال وأخبرني عثمان الجزري أن مقسمًا مولى بن عباس أخبره عن بن عباس في قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه، فاطلع الله -عز وجل- نبيه على ذلك فبات علي على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليًا يحسبونه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبحوا ثاروا إليه