الرصد فأمشي بين يديك، فقال: يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني؟ قال: نعم والذي بعثك بالحق، ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك، فلما انتهيا بلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى أستبرىء لك الغار، فدخل واستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الحجرة فقال: مكانك يا رسول الله حتى أستبرأ الحجرة فدخل واستبرىء، ثم قال انزل يا رسول الله، فنزل فقال عمرة والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر.
[درجته: يقويه ما قبله، هذا السند: صحيح لولا الانقطاع، فقد رواه البيهقي (2/ 476) أخبرنا موسى بن الحسن بن عباد، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا السري بن يحيي، حدثنا محمَّد بن سيرين قال: وكل هؤلاء ثقات لكن التابعي الإِمام محمَّد بن سيرين لم يدرك عمر، لكن الحديث حسن بما قبله، وبأحاديث أخرى].
7 - قال ابن إسحاق. سيرة ابن هشام (3 - 15): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء بنت أبى بكر قالت: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرج معه أبو بكر احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم، قالت: وانطلق بها معه قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه؟ قالت قلت: كلا يا أبت، إنه قد ترك لنا خيرًا كثيرًا قالت: فأخذت أحجارًا فتركتها فوضعتها في كوة البيت كان أبى يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوبًا، ثم أخذت بيده فقلت يا أبت ضع يدك على هذا المال. قالت فوضع يده عليه فقال: لا بأس إن كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ. قالت: لا والله ما ترك لنا شيئًا ولكني قد أردت ان أسكن الشيخ بذلك.
[درجته: سنده صحيح، رواه من طريقه الإِمام أحمد (6 - 350)، والطبرانيُّ في الكبير (24 - 88)، والحاكم (3 - 6)، هذا السند: صحيح: ابن إسحاق صرح بالسماع من شيخه يحيى بن عباد، وشيخه يحيى ثقة، انظر التقريب (2/ 350) والتهذيب (11/ 234) ووالده: عباد، كان قاضي مكة زمن أبيه وخليفته إذا حج، وهو تابعي ثقة. انظر التقريب (1/ 392) والتهذيب (5 - 98)].