بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا} .
قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {وَلا تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابك فلا تسمعهم {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} .
الحديث أخرجه مسلم ج4 ص165، والترمذي ج4 ص139 من طريقين إلى هشيم وقال في كل طريق هذا حديث حسن صحيح، النسائي ج2 ص138، والإمام أحمد ج1 ص23 وص215، وابن جرير ج15 ص184 و185 و186.
وأخرج البخاري ج10 ص20 ومسلم ج4 ص165 وابن جرير ج15 ص183 عن عائشة رضي الله عنها قالت أنزل ذلك في الدعاء، وأخرج أحمد بن منيع كما في المطالب العالية ص443، والبزار وقال الهيثمي ج7 ص51 رجاله رجال الصحيح عن ابن عباس نحو حديث عائشة، وأخرج ابن إسحاق في السيرة ج1 ص314 من سيرة ابن هشام، وابن جرير ج15 ص185 عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلي تفرقوا وأبوا أن يستمعوا منه، وكان الرجل إذا أراد أن يستمع من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعض ما يتلو وهو يصلي استرق السمع دونهم فرقا منهم، فإن رأي أنهم قد عرفوا أنه يستمع ذهب خشية أذاهم فلم يستمع، فإن خفض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صوته لم يستمع الذين يستمعون من قراءته شيئا فأنزل الله عليه {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} فيتفرقوا عنك {وَلا تُخَافِتْ بِهَا} فلا تسمع من أراد أن