قوله تعالى (والذين يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة ... )
قال ابن ماجة: حدثنا أبو بكر. ثنا وكيع عن مالك بن مغول، عن عبد الرحمن ابن سعيد الهمداني، عن عائشة، قالت: قلتُ: يا رسول الله! (والذين يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة) أهو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال: "لا. يا بنت أبي بكر (أو يا بنت الصديق) ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي، وهو يخاف أن لا يتقبل منه".
(سنن ابن ماجة 2/1404 -ك الزهد- ب التوقي على العمل ح 4198) . أخرجه الترمذي من طريق سفيان عن مالك بن مغول به وقال: روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبي حازم عن أبي هريرة (الجامع الصحيح -التفسير- سورة المؤمنون ح 3175) وهو شاهد موصول ثابت لأن عبد الرحمن بن سعيد لم يدرك عائشة) . وأخرجه أحمد (المسند 6/159) عن يحيى بن آدم. والحاكم (المستدرك 2/393-394) من طريق محمد بن سابق، كلهم عن مالك بن مغول به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال الألباني: حسن (صحيح ابن ماجه 2/409) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (والذين يؤتون ماءاتوا وقلوبهم وجلة) يقول يعملون خائفين.
قوله تعالى (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)
وقد بين الله تعالي صفات الذين يسارعون في الخيرات (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله (وهم لها سابقون) يقول سبقت لهم السعادة.
قوله تعالى (ولا نكلف نفساً إلا وسعها)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى: (ولا نكلف نفسا إلا وسعها) . ما تضمنته هذه الآية من التخفيف في هذه الحنيفية السمحة، التي جاء بها نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد ذكرنا طرفا من الآيات الدالة عليه في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى (وما جعل عليكم في الدين من حرج) . اهـ.
وانظر آخر تفسير سورة البقرة.