عن ذا الذي حُرم الليوثُ كمالَه ... يُنسِى الفريسة خوفَه بجماله
وقوله:
وإن جِزعنا له فلا عجبُ ... ذا الجَزْرُ في البحر غيرُ معهود
وقوله:
أفي كلّ يوم الدُّمْسقُ مُقدْمُ ... قَفاه على الإقدام للوجه لأئم
وقوله:
أبا المسكِ ذا الوجهُ الذي كنت تائقا ... إليه وذا الوقتُ الذي كنتُ راجيا
وقوله:
أغالبُ فيك الشوقَ والشوق أغلبُ ... وأعجبُ من ذا الهجرِ والوصل أعجب
وقوله:
أريد من زمني ذا أنْ يُبَلغني ... ما ليس يَبلُغه من نفسه الزمن
وقوله: يضاحك في ذا اليومِ كلُّ حبيبه فهو كما تراه سخافة وضعف، ولو تصفحت شعره لوجدت فيه أضعاف ما ذكرناه من هذه الإشارة، وأنت لا تجد منها في عدة دواوين جاهلية حرفا، والمحدثون أكثر استعانة بها، لكن في الفرط والندرة أو على سبيل الغلط والفلتة. الإفراط في المبالغة: ومنها الإراط في المبالغة، والخروج فيه إلى الإحالة كقوله:
ونالوا ما اشتهوا بالحزم هَوْنا ... وصاد الوحشَ نملُهمُ دبيباً
وقوله:
وضاقت الأرضُ حتى كان هاربهمُ ... إذا رأى غيرَ شيء ظنه رجلا
فبعدهَ وإلى ذا اليوم لو رَكضتْ ... بالخيل في لَهواتِ الطفل ما سَعَلا
وقوله:
وأعجب منك كيفَ قَدَرْتَ تَنْشاَ ... وقد أعطيت في المهد الكمالا
وأُقسِمُ لو صَلَحْتَ يمينَ شيءٍ ... لما صلَح العبادُ له شِمالاَ
وقوله:
بمن أضرب الأمثال أم من أقيسه ... إليك وأهل الدهر دونك والدهرُ
وقوله:
ولو قلم ألقِيِتُ في شق رأسه ... من السقمِ ما غيرتُ من خطّ كاتب
وقوله:
من بعد ما كان ليِلى لا صباح له ... كأن أول يوم الحشر آخرُهُ
فهو مما لا يستهجن في صنعة الشعر، على أن كثيراً من النقدة لا يرتضون هذا الإفراط.
ومنها: تكرير اللفظ في البيت الواحد من غير تحسين، كقوله:
ومِنْ جاهل بي وهو يَجهل جهلهَ ... ويجهل علمي أنه بي جاهل
وقوله في هذه القصيدة:
فقَلْقَلتُ بالهَم الذي قلقلَ الحَشاَ ... قلاقلَ عيِسى كلهن قَلاقلُ
قال الصاحب: وما زال الناس يستبشعون قول مسلم:
سُلَّتْ وسَلَّتْ ثم سَلَّ سليلها ... فأتى سليلُ سليلها مَسْلولا
حتى جاء هذا المبدع، فقال:
وأفَجعُ من فَقَدنْا مَنْ وَجَدنا ... قُبيلَ الفقد مفقودَ المِثال
وأظن المصيبة في الراثي أعظمَ منها في المرثى.
وقوله:
عَظُمتَ فلما لم تُكلمّ مَهابةً ... تواضعتَ وهْو العظُم عُظما عن العُظم
قال الصاحب: وما أحسن ما قال الأصمعي لمن أنشده:
فما للنَّوى جُذّ النَّوى قُطع النَوى ... كذاك النَّوى قطَّاعةُ لوصِال
) لو سلط الله على هذا البيت شاة لأكلت هذا النوى كله (وقوله:
ولا الضَّعفَ حتى يتبع الضعفَ ضِعْفُه ... ولا ضِعفَ ضعفِ الضّعف بِل مثلَه ألفُ
وقثوله:
ولم أر مثل جيراني ومثلي ... لمثّلي عند مِثلهمُ مقامُ
وقوله:
العارضُ الهَتِنُ ابنُ العارض الهتن ابْ ... ن العارضِ الهتنِ ابن العارض الهتنِ
وقوله:
وإني وإن كان الدفينُ حبيبه ... حبيبُ إلى قلبي حبيبُ حبيبي
وقوله:
لك الخيرُ غيري رامَ من غيرك الغني ... وغيري بغير اللاذقية لاحق
وقوله:
ملولةُ ما يدومُ ليس لها ... من مَلل دائم بها مللُ
وقوله:
قَبيلُ أنتَ وأنتَ منهم ... وجَدُّك بشرُ الملكُ الهمامُ
وقوله:
وكلكم أتى مأتي أبيه ... فكل فِعالِ كِلّكُم عُجابُ
وقوله:
وما أنا وحدي قلتُ ذا الشعرَ كلَّه ... ولكنّ شعري فيك من نفسه شعر
وقوله:
إنما الناس حيث أنت وما النا ... س بناس في موضع منك خالي
وقوله:
ولولا تولى النفسِ حمل حلمه ... عن الأرض لا نهدت وناء بها الحِمل
وقوله:
ونَهْبُ نفوسِ أهل النهبِ أولى ... بأهل النَّهب من نَهْب القُماش
وقوله:
وطعن كأن الطعن لأطعننَ عنده ... وضرب كأن النارَ من حره برد
وقوله:
أراه صغيراَ قَدْرُها عُظْمُ قَدْرِه ... فما لعظيم قَدْرهُ عندَه قَدْرُ
وقوله:
جوابُ مسائلي ألَهُ نظيرُ ... ولا لك في سؤالك لا ألاَ لاَ