إذا كان الأمر على هذا فاعذر المتنبي على مثله، ولا تبادر إلى الحط عليه، ولا المؤاخذة له، والمعاني يستدعي بعضها بعضاً.
قال ياقوت: كان المتنبي يوماً جالساً بواسط فدخل عليه بعض الناس، فقال أريد أن تجيز لنا هذا البيت، وهو:
زارنا في الظلام يطلبُ سِترا ... فافتضحنا بنوره في الظلام
فرفع رأسه، وكان ابنه المحسد واقفاً بين يديه، وقال له: يا محسد: قد جاءك بالشمال، فأنه باليمين، فقال ارتجالا:
فالتجأ إلى حنادس شعر ... سَتَرَتنا عن أعين اللوَّام