باب أقسام الكلام:

أجمع أهل العلم أن الكلام ثلاثة: اسم وفعل وحرف.

فأما الاسم فقال سيبويه1: "الاسم نحو رجل وفرس" وهذا عندنا تمثيل، وَمَا أراد سيبويهِ بِهِ التحديد، إِلاَّ أن ناساً حَكوْا عنه أن "الاسم هو المحدِّث عنه" وهذا شبيه بالقول الأول لأن "كيْفَ" اسم ولا يجوز أن يحدِّث عنه.

وسمعت أبا عبد الله بن محمد بن داود الفقيهَ يقول سمعت: أبا العباس محمد بن يزيد المُبَرِّدَ2 يقول: مذهب سيبويه أن "الاسم مَا صَلَحَ أن يكون فاعلاً" قال: وذلك أن سيبويه قال: "ألا ترى أنك لَوْ قلت: إن يضرب يأتينا وأشباهَ ذَلِكَ لَمْ يكن كلاماً، كما تقول إن ضاربك يأتينا" قال: فدل هَذَا عَلَى أن الاسم عنده مَا صَلَحَ لَهُ الفعل.

قال: وعارضه بعضُ أصحابه فِي هَذَا بأن "كيْفَ" و"عندَ" و"حَيْثُ" و"أَيْنَ" أسماء وهي لا تصلح أن تكون فاعلة. والدليل عَلَى أن أَيْنَ وكيف أسماء قول سيبويه: "الفتح فِي الأسماء قولهم: كيْفَ وأين" فهذا قول سيبويه والبحث عنه.

وقال الكسائي3: "الاسم مَا وُصِفَ" وهذا أيضاً مُعَارض بما قلناه من كيْفَ وأين أنهما اسمان ولا يُنعتان.

وَكَانَ الفرّاء4 يقول: "الاسم مَا احتمل التنوين أَوْ الإضافة أَوْ الألف واللام" وهذا القول أيضاً مُعارَض بالذي ذكرناه أَوْ نذكره من الأسماء الَّتِي لا تنوَّن ولا تضاف ولا يُضاف إليها ولا يدخلها الألف واللام.

وكان الأخفش5 يقول: "إذَا وجدت شيئاً يحسُنُ لَهُ الفعل والصفة نحو: زيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015