قام وزيد قائم ثُمَّ وجدته يثنى ويُجمع نحو قولك: الزيدان والزيدون ثُمَّ وجدته يمتنع من التصريف فاعلم أنه اسم". وقال أيضاً: مَا حَسُن فِيهِ "يَنْفعني" و"يَضُرُّني".
وقال قوم: مَا دخل عَلَيْهِ حرف من حروف الخفض. وهذا قول هشام وغيره. وله قول آخر: ان الاسم مَا نودي. وكلّ ذَلِكَ مُعارَض بما ذكرناه من "كيْفَ وأين" ومن قولنا: "إذَا" وإذا اسم لحِينٍ. فحدثني علي بن إبراهيم القطان قال: سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد1 يقول حدّثني أبو عثمان المازني قال: سألت الأخفش عن "إذَا". مَا الدليل عَلَى أنها اسم لحين? فلم يأتِ بشيء. قال: وسُئِلَ الجَرْمِيُّ فَشَغَّبَ. وسُئِلَ الرّياشيُّ فَجَوَّد وقال: الدليل عَلَى أنها اسم للحين أنه يكون ضميراً، ألا ترى أنك تقول: "القتال إذَا يقوم زيد" كما تقول: "القتال يوم يقوم زيد"? وَقَدْ أومأ الفراء فِي معنى "إذَا" إِلَى هَذَا المعنى.
وعاد القول بنا إِلَى تحديد الاسم. فقال المبرِّد فِي كتاب المُقْتَضَب: كل مَا دخل حرف من حروف الجر فهو اسم فإن امتنع من ذَلِكَ فليس باسم. وهذا معارض أيضاً "بكيف وإذا" وهما اسمان لا يدخل عليهما شيء من حروف الجرّ.
وسمعت أبا بكر محمد بن أحمد البصير وأبا محمد سَلْمَ بن الحسن يقولان: سُئِل الزَّجاج1 عن حد الاسم فقال: صوت مُقَطَّع مفهوم دالٌ عَلَى معنى غيرُ دال عَلَى زمان ولا مكان. وهذا القول معارض بالحرف وذلك أنا نقول "هل" و"بل" وهو صوت مُقَطَّع مفهوم دال على معنى غيرُ دال عَلَى زمان ولا مكان.
وقول من قال: "الاسم مَا صَلَح أم ينادى" خطأ أيضاً لأَن "كيْفَ" اسم و"أين وإذا"، ولا يَصْلُحُ أن يقع عَلَيْهَا نداء.
قال أحمد بن فارس: هَذِهِ مقالات القوم فِي حدّ الاسم يُعارضها مَا قَدْ ذكرته. وَمَا أعلم شيئاً مما ذكرته سلم من معارضة. والله اعلم أيُّ ذَلِكَ أصحّ. وذُكر لي عن بعض أهل العربية أن "الاسم مَا كَانَ مُسْتَقِرّاً عَلَى المسمّى وقت ذكرك إيَّاه ولازماً لَهُ" وهذا قريب.