هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} 1: معناه "أنا خير".
وَكَانَ سيبويهِ يقول: "أفلا تبصرون": أم أنتم بصراء.
وَكَانَ أبو عُبَيْدة يقول: "أم" يأتي المعنى ألف الاستفهام كقوله جلّ ثناؤه {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ} 2 بمعنى "أتريدون"?
وقال أبو زكريا الفرّاء: العرب تجعل "بل" مكان "أم" وأم مكان بل. إذا كَانَ فِي أول الكلمة استفهام. فقال3:
فوالله مَا أدري أسلمى تغوّلتْ ... أم النومُ أم كلٌّ إليَّ حبيب
معناه: "بل".
فأما قوله جلّ ثناؤه: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا} 4 فقيل: أظننت يَا محمد هَذَا، ومن عجائب ربك جل وعزّ مَا هو أعجب من قصة أصحاب الكهف?
وقال آخرون: "أم" بمعنى ألف الاستفهام كأنه قال: "أحَسِبْت"? و"حسبت" بمعنى "علمت" ويكون الاستفهام فِي "حسبت" بمعنى الأمر كما تقول لمن تخاطبه "أعلمت أن زيداً خرج"? بمعنى أمر, أي اعلم أن زيداً خرج. قال: فعلى هَذَا التدريج يكون تأويل الآية: إعلم يَا محمد أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً.
باب أَوْ:
أو: حرف عطف يأتي بعد الاستفهام للشكّ: "أزيد عندك أو بكر?" تريد "أحدهما عندك?" فالجواب "لا" أو "نعم". وإذا جعلت مكانها "أم" فأنت مثبت أحدهما غير أنّك شاكٌ فِيهِ بعينه فتقول: "أزيد عندك أم عمرو؟ " فالجواب "زيد" أم "عمرو".