عبادي حنفاء فأتتهم الشياطين فاجتالتهم"1 رواه مسلم، وعرف الفطرة بأنها "هي الخلقة التي خلق الله عباده عليها، وجعلهم مفطورين عليها وعلى محبة الخير وإيثاره وكراهية الشر ودفعه وفطرهم حنفاء مستعدين لقبول الخير والإخلاص لله والتقريب إليه"2.
ثم إنه يقسم شرائع الفطرة إلى قسمين: قسم يطهر القلب والروح وهو الإيمان بالله وتوابعه من خوفه ورجائه ومحبته والإنابة إليه.
وقسم: يعود إلى تطهير الظاهر ونظافته، ودفع الأوساخ والأقذار منه وهو سنن الفطرة العشر الواردة في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عشر من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظافر وغسل البراجم، ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء يعني الاستنجاء" قال الراوي ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. رواه مسلم في صحيحه"3.
قال رحمه الله: " والمقصود أن الفطرة شاملة لجميع الشريعة باطنها وظاهرها؛ لأنها تنقي الباطن من الأخلاق الرذيلة وتحليه بالأخلاق الجليلة التي ترجع إلى عقائد الإيمان وتطهره الطهارة الحسية والطهارة المعنوية"4.
دلالة الأنفس:
إن الله سبحانه وتعالى صور الإنسان على أحسن صوره، وخلقه على أحسن تقويم كما قال سبحانه:
{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} 5.
وقال: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} 6.
وقال: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} 7.