والخاصة: تربيته لأوليائه فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له ويكملهم ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه.

وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة من كل شر.

ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة"1.

دلالات توحيد الربوبية:

وتوحيد الربوبية له دلالات كثيرة، تدل على تفرد الله بالربوبية على خلقه أجمعين، إذ أن الله جعل لخلقه أشياء لو تأملوها وتفكروا فيها لأرشدتهم إلى أن هناك خالقاً مدبراً لهذا الخلق أجمعين وقد تعرض الشيخ ابن سعدي لهذه الدلالات في كتاباته ولا سيما في كتابه التفسير، ولكثرة هذه الدلالات فإني سأكتفي بذكر بعضها على سبيل التمثيل:

دلالة الفطرة:

وهذه في مقدمة الدلالات إذ أن الله فطر الخلق على توحيده فما من مولود إلا ويولد على فطرة التوحيد كما قال سبحانه: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} 2.

وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء" 3.

لذا نجد أن ابن سعدي رحمه الله يقول عند تفسيره هذه الآية "إن جميع أحكام الشرائع الظاهرة والباطنة قد وضع الله في قلوب الخلق كلهم الميل إليها.

فوضع في قلوبهم محبة الحق وإيثار الحق وهذا حقيقة الفطرة ومن خرج عن هذا الأصل فلعارض عرض لفطرته أفسدها"4.

وهذا ما دل عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: "خلقت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015