إن من أخطر الأمور التي أبتدعها الشيعة الوصية وهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة بعد وفاته مباشرة إلى علي رضي الله عنه أن من سبقه مغتصبين لحقه كما جاء في كتابهم ((الكافي)): من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية, ولكن الاستقراء التاريخي لتاريخ الخلفاء الراشدين, لا نجد للوصية ذكراً في خلافة أبي بكر ولا في عمر رضي الله عنهما, وإنما لا نجد بداية ظهورها في السنوات الأخيرة من خلافة عثمان رضي الله عنه, عند بزوغ قرن الفتنة, وقد استنكر الصحابة هذا القول, عندما وصل إلى أسماعهم, وبينوا كذبه, ومن أشهر هؤلاء علي بن أبي طالب, وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما, ثم نرى هذا القول يتبلور في فكرة موجهة, وعقيدة تدعو إلى الإيمان بها والدعوة إليها, وذلك في خلافة علي رضي الله عنه, وهذه الوصية التي تدعيها الشيعة فقد أثبت علماؤهم أنها من وضع عبد الله بن سبأ كما ذكر ذلك النوبختي و الكشي, وقد فصلت ذلك في كتابي (أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن طالب رضي الله عنه (?).

تاسعاً: الشورى في دولة عمر بن عبد العزيز:

وقد اهتم عمر بن عبد العزيز بتفعيل مبدأ الشورى في خلافته, ومن أقواله في الشورى: إن المشورة و المناظرة باب رحمة ومفتاح بركة لا يضل معهما رأي, ولا يفقد معهما حزم (?) , وكان أول قرار اتخذه عمر بعدما ولي أمر المدينة للوليد ابن عبد الملك, يتعلق بتطبيق مبدأ الشورى وجعله أساساً في إمارته, حين دعا من فقهاء المدينة وكبار علمائها, وجعل منهم مجلساً استشارياً (?) دائماً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015