وَبَيَان ذَلِك أَنه كرر الْحَسَنَة ونكرها تنويعا وَقد تقرر فِي علم الْمعَانِي أَن النكرَة إِذا أُعِيدَت كَانَت الثَّانِيَة غير الأولى فالمطلوب فِي الأولى الْحَسَنَات الدُّنْيَوِيَّة من الِاسْتِعَانَة والتوفيق والوسائل الَّتِي بهَا اكْتِسَاب الطَّاعَات والمبرات بِحَيْثُ تكون مَقْبُولَة عِنْد الله وَفِي الثَّانِيَة مَا يَتَرَتَّب من الثَّوَاب والرضوان فِي العقبى قَوْله وقنا عَذَاب النَّار تتميم أَي إِن صدر منا مَا يُوجِبهَا من التَّقْصِير والعصيان فَاعْفُ عَنَّا وقنا عَذَاب النَّار فَحق لذَلِك أَن يكثر من هَذَا الدُّعَاء حم ق د من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس بن مَالك قَالَ صُهَيْب سَأَلَ قَتَادَة أنسا أَي دَعْوَة كَانَ يَدْعُو بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَكثر فَذكره قَالَ وَكَانَ أنس إِذا أَرَادَ أَن يَدْعُو بِدُعَاء دَعَا بهَا

358 - (كَانَ بَابه يقرع بالأظافير) الحكم فِي الكنى عَن أنس ض

كَانَ بَابه يقرع بالاظافير أَي يطْرق بأطراف أظافر الْأَصَابِع طرقا خَفِيفا بِحَيْثُ لَا يزعج تأدبا مَعَه ومهابة لَهُ قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ وَمن هَذَا وَأَمْثَاله تقتطف ثَمَرَة الْأَلْبَاب وتقتبس محَاسِن الْآدَاب كَمَا حكى عَن أبي عبيد ومكانه من الْعلم والزهد وثقة الرِّوَايَة مَا لَا يخفى أَنه قَالَ مَا دققت بَابا على عَالم قطّ حَتَّى يخرج وَقت خُرُوجه انْتهى ثمَّ هَذَا التَّقْرِير هُوَ اللَّائِق الْمُنَاسب وَقَول السُّهيْلي سَبَب قرعهم بَابه بالأظافر أَنه لم يكن فِيهِ حلق وَلذَلِك فَعَلُوهُ رده ابْن حجر بِأَنَّهُم إِنَّمَا فَعَلُوهُ توقيرا وإجلالا فَعلم أَن الْعلمَاء لَا يَنْبَغِي أَن يطْرق بابهم عِنْد الاسْتِئْذَان عَلَيْهِم إِلَّا طرقا خَفِيفا بالأظفار ثمَّ بالأصابع ثمَّ الْحلقَة قَلِيلا قَلِيلا نعم إِن بعد مَوْضِعه عَن الْبَاب بِحَيْثُ لَا يسمع صَوت قرعه بِنَحْوِ ظفر قرع بِمَا فَوْقه بِقدر الْحَاجة كَمَا بَحثه الْحَافِظ ابْن حجر وتلاه الشريف السمهودي قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ فِي حَدِيث البُخَارِيّ فِي قصَّة جَابر مَشْرُوعِيَّة دق الْبَاب لَكِن قَالَ بعض الصُّوفِيَّة إياك ودق الْبَاب فَرُبمَا كَانَ فِي حَال قاهر يمنعهُ من لِقَاء النَّاس مُطلقًا الْحَاكِم فِي = كتاب الكنى والألقاب = عَن أنس وَرَوَاهُ ايضا البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَرَوَاهُ أَبُو نعيم عَن الْمطلب بن يزِيد عَن عُمَيْر بن سُوَيْد عَن أنس قَالَ فِي الْمِيزَان عَن ابْن حبَان عُمَيْر لَا يجوز أَن يحْتَج بِهِ وَقَالَ فِي مَوضِع آخر رَوَاهُ أَبُو نعيم عَن حميد بن الرّبيع وَهُوَ ذُو مَنَاكِير انْتهى وَرَوَاهُ أَيْضا بِاللَّفْظِ الْمَزْبُور الْبَزَّار قَالَ الهيثمي وَفِيه ضرار بن صرد وَهُوَ ضَعِيف وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب أَيْضا عَن أنس بِلَفْظ إِن أبوابه كَانَت تقرع بالأظافير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015