كَانَ إِذا سلم من الصَّلَاة قَالَ ثَلَاث مَرَّات سُبْحَانَ رَبك رب الْعِزَّة عَمَّا يصفونَ وَسَلام على الْمُرْسلين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين أَخذ مِنْهُ بَعضهم أَن الأولى عدم وصل السّنة التالية للْفَرض بل يفصل بَينهمَا بالأوراد المأثورة ع عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رمز المُصَنّف لحسنه

253 - (كَانَ إِذا سلم لم يقْعد إِلَّا بِمِقْدَار مَا يَقُول اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام ومنك السَّلَام تَبَارَكت يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام) م 4 عَن عَائِشَة // صَحَّ //

كَانَ إِذا سلم لم يقْعد أَي بَين الْفَرْض وَالسّنة لما صَحَّ أَنه كَانَ يقْعد بعد أَدَاء الصُّبْح فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تطلع الشَّمْس وَقد أَشَارَ إِلَى ذَلِك الْبَيْضَاوِيّ بقوله إِنَّمَا ذَلِك فِي صَلَاة بعْدهَا راتبة أما الَّتِي لَا راتبة بعْدهَا فَلَا إِلَّا بِمِقْدَار مَا يَقُول اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام أَي السَّالِم من كل مَا لَا يَلِيق بِجلَال الربوبية وَكَمَال الألوهية ومنك لَا من غَيْرك لِأَنَّك أَنْت السَّلَام الَّذِي تُعْطِي السَّلامَة لَا غَيْرك وَإِلَيْك يعود السَّلَام وكل مَا يُشَاهد من سَلامَة فَإِنَّهَا لم تظهر إِلَّا مِنْك وَلَا تُضَاف إِلَّا إِلَيْك السَّلَام أَي مِنْك يُرْجَى ويستوهب وَيُسْتَفَاد السَّلامَة تَبَارَكت يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام أَي تعاظمت وَارْتَفَعت شرفا وَعزة وجلالا وَمَا تقرر من حمل لم يقْعد إِلَّا بِمِقْدَار مَا ذكر على مَا بَين الْفَرْض وَالسّنة هُوَ مَا ذهب إِلَيْهِ ذاهبون أَي لم يمْكث مُسْتَقْبل الْقبْلَة إِلَّا بِقدر مَا يَقُول ذَلِك وينتقل وَيجْعَل يَمِينه للنَّاس ويساره للْقبْلَة وَجرى ابْن حجر على نَحوه فَقَالَ المُرَاد بِالنَّفْيِ نفي استمراره جَالِسا على هَيئته قبل السَّلَام إِلَّا بِقدر مَا يَقُول ذَلِك فقد ثَبت أَنه كَانَ إِذا صلى أقبل على أَصْحَابه وَقَالَ ابْن الْهمام لم يثبت عَن الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْفَصْل بالأذكار الَّتِي يواظب عَلَيْهَا فِي الْمَسَاجِد فِي عصرنا من قِرَاءَة آيَة الْكُرْسِيّ والتسبيحات وَأَخَوَاتهَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَغَيرهَا وَالْقدر المتحقق أَن كلا من السّنَن والأعداد لَهُ نِسْبَة إِلَى الْفَرَائِض بالتبعية وَالَّذِي ثَبت عَنهُ أَنه كَانَ يُؤَخر السّنة عَن الْأَذْكَار هُوَ مَا فِي هَذَا الحَدِيث فَهَذَا نَص صَرِيح فِي المُرَاد وَمَا يتخيل أَنه يُخَالِفهُ لم يعرفوه إِذْ يلْزم دلَالَته على مَا يُخَالف اتِّبَاع هَذَا النَّص وَاعْلَم أَن الْمَذْكُور فِي حَدِيث عَائِشَة هَذَا هُوَ قَوْلهَا لم يقْعد إِلَّا مِقْدَار مَا يَقُول وَذَلِكَ لَا يسْتَلْزم سنية أَن يَقُول ذَلِك بِعَيْنِه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015